24 ساعة-أسماء خيندوف
تعود الشابة المغربية “ياسمين. ط” هذا الأسبوع إلى المحكمة في فرنسا، لمتابعة جلسات محاكمة استئنافية ضد مشغلها السابق. وتتهمه باستغلالها لسنوات داخل مزارع بجنوب البلاد، في ظروف وصفتها باللا إنسانية، رافقتها ممارسات تحرش وعنف جسدي ونفسي.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية أن ياسمين وصلت إلى فرنسا في دجنبر 2011 رفقة صديقتها، بعد وعود من شركة “لابورال تيرا” الإسبانية بتوفير عمل لائق وأجر محترم وسكن مؤمن. وعند وصولها إلى مدينة أفينيون اصطدمتا بواقع مرير، حيث لم يجدتا أيا من مسؤولي الشركة في انتظارهما، قبل أن تنقلتا لاحقا إلى الحقول للعمل دون عقود قانونية، وبأجر يقل عن الحد الأدنى، وفي ظروف مهينة ولا إنسانية.
تقول ياسمين، التي كانت قد هاجرت إلى إسبانيا منذ سن الـ14، إن تجربتها مع الشركة انقلبت إلى كابوس: تحرش جنسي، تهديدات، عنف جسدي، وابتزاز من طرف مسؤولين داخل المؤسسة، من بينهم رجل يدعى أحمد عرض عليها المال مقابل الخضوع لرغباته الجنسية.
ورفضت الخضوع للضغوط، فوجدت نفسها عرضة للطرد والتضييق من طرف عاملات أخريات، قبل أن تتعرض لاعتداء داخل الحمام تسبب لها في إصابة على مستوى الرأس. وشكل هذا الحادث منعطفا حاسما دفعها، رفقة أربعة ضحايا آخرين، إلى طرق باب نقابة CGT، حيث قرروا في سنة 2017 تقديم شكايات أمام المحاكم الفرنسية.
وواجهت إعلان شركة “لابورال تيرا” إفلاسها مع بداية المحاكمة بالإصرار على المضي قدما في المعركة القضائية، وكانت ياسمين الوحيدة من بين الضحايا التي قررت كشف هويتها علنا، رغم التهديدات والضغوط التي لاحقتها. وبعد سبع سنوات من المتابعة، تنطلق هذا الخميس جلسات الاستئناف أمام محكمة أفينيون.
وأكدت ياسمين، التي تعاني من مشاكل صحية، عزمها مواصلة المعركة إلى النهاية، قائلة: “لقد خسرت صحتي وحياتي، الآن أضع كل ما تبقى لي من قوة للانتصار في هذه القضية.”