الرباط-أسامة بلفقير
تواجه النقابات موقف لا تحسد عليه بعد فشلها في حشد العمال والموظفين لمسيرات فاتح ماي، ما يجعل موقعها التفاوضي مع الحكومة يتسم بكثير من الضعف، في وقت تستعد الحكومة لطرح خطتها لإصلاح أنظمة التقاعد.
وبات واضحا أن النقابات غير قادرة على مواجهة السياسات الحكومة بقوة الشارع. ذلك أن أكبر المسيرات التي يفترض أن تعكس القوة الميدانية للنقابات يغيب عنها الأجراء، بينما يحضر قياديو النقابات في مشهد أقرب إلى تشييع الفرقاء الاجتماعي إلى مثواهم الأخير.
وأظهرت المسيرات والتجمعات الخطابية التي نظمتها النقابات حالة من النفور وانعدام جاذبية النشاط النقابي لدى الأجراء، ما يجعل النقابات في موقف صعب في المحطات المقبلة.
وسيكون على النقابات مواجهة مخططات حكومية تسعى إلى إصلاح أنظمة التقاعد بمقاربة تدور حول رفع سن التقاعد وخفض قيمة المعاشات مع الزيادة في نسبة الاشتراكات، وهو ما يعيد إلى الأذهان الطريقة التي مرر بها بنكيران خطته قبل سنوات حين فشلت النقابات في مواجهته بلغة الاحتجاجات والإضرابات.