الرباط-عماد مجدوبي
شهدت قمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا (تيكاد) محاولة يائسة جديدة من الجزائر لتشويه صورة المغرب والتشكيك في جهوده الرامية إلى تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع كالمعتاد، حيث برزت الدبلوماسية المغربية بقوة، مكرسةً مكانتها كقوة مؤثرة في القارة الأفريقية.
#نداء_عاجل
الى كل #تويتوما_المغربية
والى كل مغربي حر غيور على وطنه
وعلى وحدة الوطن من طنجة لكويرة
وجب تفعيل هذا هاشتاق
#طرد_البوليساريو_من_الاتحاد_الافريقي
سيماتهم الغذر وطعن من الخلف. pic.twitter.com/VmF7LraMRq— Leɛyun ۞ (@5_ersito) August 23, 2024
وأكدت قمة تيكاد مجدداً على قوة الدبلوماسية المغربية وقدرتها على مواجهة التحديات. فشل الجزائر في تحقيق أهدافها يعكس حقيقة واحدة: أن قضية الصحراء مغربية، وأن المغرب هو الشريك الأمثل للتعاون في المنطقة.
تأكيد عدم الاعتراف بـ ”البوليساريو” رغم التشويش
جددت اليابان، خلال الأشغال التحضيرية للنسخة التاسعة من قمة “تيكاد” الإفريقية-اليابانية، رفضها القاطع للاعتراف بالكيان الوهمي لـ”البوليساريو”، مؤكدة أن تسلل هذا الكيان إلى الاجتماع لا يغير من موقفها الثابت.
وأكد الوزير المنتدب الياباني في الشؤون الخارجية، فوكازاوا يوواشي، خلال الجلسة الافتتاحية، أن اليابان لا توجه الدعوة إلى قمم “تيكاد” إلا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مشدداً على أن موقف بلاده لن يتغير.
وبذلك اليابان تؤكد مجدداً عدم اعترافها بـ”البوليساريو” وتفشل مناورة الجزائر في “تيكاد 9”.
سوابق جزائرية في ”تيكاد”
سبق للجزائر أن قامت بمحاولة يائسة لاستفزاز المغرب في قمة ”تيكاد” في نسختها بتونس سنة 2022، وذلك عبر دفع بنظام قيس سعد، الذي تتخبط بلاده في أزمة خانقة، عبر تقديم إغراءات له، إلى استقبال زعيم الجبهة الانفصالية تزامنا مع القمة. ورغم أن جنرالات الجزائر نجحوا في استمالة قيس سعد إلى صفها، إلا أنها لم تستطع تغيير الأمر الواقع، إذ إن اليابان، عبر وزير خارجيتها ألقى اللوم على النظام التونسي فيما يخص حضور زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى قمة ”تيكاد 08” التي انعقدت بالعاصمة التونسية يومي 27 و28 غشت من سنة 2022.
وقال وزير الشؤون الخارجية الياباني، أنذاك إن بلاده لم تستدع الكيان المذكور، في إشارة إلى جبهة “بوليساريو”، إلى القمة، وإنها دعت تونس إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الصدد.
شهدت العلاقات المغربية التونسية، بسبب ذلك، تطورات سلبية دفعت الرباط إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية غير مسبوقة. فقد قرر المغرب سحب سفيره من تونس والاستغناء عن المشاركة في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد)، وذلك بعد أن استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
واعتبر المغرب الاستقبال تجاوزاً خطيراً لسيادته ووحدة أراضيه، وطعنة في ظهر العلاقات الثنائية، كما اعتبرت الرباط هذه الدعوة انتهاكاً للقواعد المعمول بها في المنتدى، وتدخلاً في الشأن الداخلي المغربي.
نجاحات دبلوماسية مغربية رغم التشويش الجزائري
يٌقابل التشويش والاستفزازات التي تقدم عليها الجارة الجزائر، نجاحات دبلوماسية مغربية كبيرة، ظهرت ثمارها في اعتراف دولي يتعاظم يوما بعد يوم بمغربية الصحراء وبالحكم الذاتي كـ ”حل واقعي وذي مصداقية” لهذا النزاع المفتعل.
ولا غرابة في ظل هذه النجاحات غير المسبوقة، أن يقول ”معهد السلام” التابع للكونغرس الأمريكي، في آخر تقرير له، بأن المغرب حسب موضوع قضية الصحراء لصالحه، مبرزا أن هذا النزاع المفتعل سينتهي ”قريبا”، في ظل اصطفاف المنتظم الدولي على جانب المملكة المغربية.
يأتي ذلك بعد أن تمكنت الدبلوماسية المغربية من تحقيق تقدم كبير على الساحة الدولية، حيث نجحت في حشد دعم دولي واسع لمقترح الحكم الذاتي. وقد تجسد هذا الدعم في اعتراف العديد من الدول بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع.
مقترح الحكم الذاتي: حجر الزاوية في الدبلوماسية المغربية
يمثل مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه المغرب حجر الزاوية في جهودها الدبلوماسية لحل قضية الصحراء. هذا المقترح، الذي حظي بتأييد دولي واسع، يضمن للأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا واسعا في إطار السيادة المغربية، وهو الحل الوحيد الذي يضمن الاستقرار والتنمية لهذه المنطقة.
أولت الدبلوماسية المغربية أهمية كبيرة للتعاون الإقليمي والدولي لحل قضية الصحراء. وقد نجحت في بناء علاقات قوية مع العديد من الدول الإفريقية والأوروبية والأمريكية، مما ساهم في تعزيز موقفها الدولي.
عوامل نجاح الدبلوماسية المغربية
تتميز الدبلوماسية المغربية برؤية استراتيجية واضحة، تهدف إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب وتقوية العلاقات مع الشركاء الدوليين. كما حقق المغرب نجاحات تنموية كبيرة في مختلف المجالات، مما جعلها نموذجاً يحتذى به في القارة الأفريقية.
تتمتع المملكة المغربية بدعم دولي واسع، حيث تعتبر شريكاً موثوقاً به في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الاستقرار في المنطقة.