أمام صيرورة الوقائع المترابطة التي تثبت بالملموس أن المدعو إدريس لشكر بصفته الكاتب الأول لحزب الإتحاد الآشتراكي للقوات الشعبية يستمر في نهج المماطلة و التخاذل و التملص من تفعيل رزمة الإلتزامات التي تضمنها إتفاق الهدنة المشروطة ، الذي تمخض عن الاجتماع الرسمي الذي جمع قيادة تيار ولاد الشعب بالكاتب الأول داخل المقر المركزي للحزب،.
هذا الاتفاق الموثق المنشور على صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي ( عدد: 12372 ، السبت/الأحد 26/27 أكتوبر 2019 الموافق 27/28 صفر 1441). و الذي تأسس على ميثاق الالتزام الأخلاقي بتجويد مبادرة المصالحة الاتحادية التي طرَحهاِ الكاتب الأول إدريس لشكر حينذاك .حيث التزمَ هذا الأخير بإحداث تغيير حقيقي داخل حزب الاتحاد الاشتراكي و فتح أبواب العودة و الرجوع أمام كل الطاقات الحزبية التي غادرت الحزب في المرحلة الماضية. و ذلك بعيدا عن هواجس الحسابات التي تُحركها الرغبات الذاتية، أو تفرضها الحسابات السياسوية ضيقة، مع جعل فرصة المصالحة فرصة لنا جميعا لأخذ العبرة من الماضي لبناء المستقبل.
كما تم توثيق بند الاتفاق الذي يلتزم من خلاله إدريس لشكر بوجوب ترك الفرصة الديمقراطية للمؤتمر الوطني القادم،و الذي التزم الكاتب الأول للحزب بالشروع العاجل في التحضير له .و ذلك حتى تحسم ارادة الاتحاديات والاتحاديين في تقرير مصير حزبهم ، و تقديم المؤتمر الحزبي العام للأجوبة الديمقراطية عن الأسئلة الكبرى التي تضعها المرحلة الجديدة على طاولة المؤتمر الاتحادي القادم.
و لأننا نَقتفي أثر الشَّغُوفِينَ بأحكام الدستور و نَنْهل من قِيَمِ الديمقراطية التشاركية و الحداثةالشعبية. مثلما نلتزم مُتَمسكِّين بِخُلُقِ الوفاء لِتَعَهُّداتِنا السياسية . و نُنَاضل حاملين عُنْفُوان الشباب و لواء الأمل من أجل إحقاق الإصلاح الحزبي الداخلي.
فإننا – و رغم تمظهرات الجرمِ السياسي و رغم حالة العود – سِرنا بروِّية و تبصر و عقلانية واقعية ، و فسحنا في المجال أمام تيار إدريس لشكر من أجل التحلي بمكارم أخلاقِ الحركة الاتحادية المتينة و الإنتصار لغايات: الوحدة -المصالحة-التغيير، مع رد الاعتبار للممارسة الحزبية القانونية السليمة القادرة على كسب ثقة الشباب في التغيير الإيجابي من داخل المؤسسات.
إلا أننا اليوم، بالمرصادِ لِتيار الفساد و الاستبداد داخل الاتحاد الاشتراكي، تيار ادريس لشكر الذي رفض المضي قدما في تطبيق أهم بنود اتفاق الهدنة المشروطة ، و الذي يتلخص في تفعيل القرار الحزبي المؤسساتي عبر الإعلان عن تاريخ المؤتمر الحزبي العام و تشكيل اللجنة التحضيرية الموسعة التي ستعمل على الاعداد الديمقراطي التشاركي للمؤتمر الإستثنائي الثاني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .
مثلما تبين لكل من يهمهم الأمر أن المدعو إدريس لشكر لم يأخذ العبرة و لا الدرس الكافي، و لا يبحث له عن نهاية سياسية تحفظ ماء وجهه غير الصافي. لأنه بكل بساطة يهاب زمن المحاسبة الدستورية القادم لا محالة . لذا هو لا يستطيع التخلي عن مناوراته التسلطية الخطيرة و دسائسه البليدة الحاملة لسفائف التوريث الحزبي و استرزاق التحالفات الفاشلة و استجداء الحصانة اللاَّدستورية قصد الإفلات من العقاب .
حيث انكشف بالملموس أن تيار إدريس لشكر لا يحمل هَمَّ الرقي بالصراع الحزبي إلى الشراكة في الإصلاح الحزبي ، من خلال تيسير التصحيح الواعي و المسؤول و انجاح التحول الديمقراطي الحداثي لحزب القوات الشعبية. و إنما تظل تيمة المحافظة على الغنائم و المناصب السامية و التوريث الماجن: هي السعي الرئيسي لتيار التسلط التنظيمي داخل حزب السي عبد الرحيم بوعبيد.
و من باب تسمية الرذائل بمسمياتها، دون عَجَلَة أو تخاذُل، فإن تيار إدريس لشكر يحاول الآن لعب دور المُزَايِد السياسي قصد ضمان استمرار تيار الفرعنة الشعبوية الساقطة دستوريا و المرفوضة عند عقل الحكامة الحزبية الديمقراطية. نعم؛ هذا تيار الشعبوية الحالمة بالغنيمة الخالدة وراء الواجهة الزجاجية لمقر العرعر، رغم أن تواجدها وطريقة عملها تتناقض مع مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
و لأننا أقسَمنا أن لا نخون رفاق المجد و الخلود شهداء و أموات الحركة التحررية الاتحادية الوطنية .فإن تيار ولاد الشعب يرفع شعار ” فليسقط الفساد و الاستبداد الحزبي ” ، و يعلن للاتحاديات و الاتحاديات هبوب رياح ربيع الثورة الثقافية داخل حزب القوات الشعبية المطالبة برحيل إدريس لشكر و أزلامِه، و الهادفة إلى تحرير مشروع السي عبد الرحيم بوعبيد من أيادي الاحتلال التسلطي الغاشم.
# عاش الوطن
عن تيار ولاد الشعب
سطات يومه : 12 / فبراير / 2020