24ساعة- متابعة
على مدى خمسة أيام وعلى ضفاف مضيق البوسفور في قلب مدينة إسطنبول، بصم المطبخ المغربي، بعراقة نكهاته وتفردها على حضور لافت في مهرجان “باي أوغلو للطبخ والتذوق”، مسافرا بمن توافدوا على الرواق المغربي في رحلة ممتعة بين أصنافه وعوالمه المتنوعة والغنية بحجم ثراء وعراقة الحضارة المغربية.
وإذا كان فن الطبخ أحد التعبيرات الثقافية الإنسانية، وجزءا من ثقافة الشعوب وجسرا للتمازج والتلاقح في ما بينها، فقد تألق الرواق المغربي، بامتياز، في تجسيد هذه القيم عبر الاستقبال الذي خص به ضيوفه من شتى الجنسيات في الفترة من 15 إلى 19 يونيو الجاري، وأيضا من خلال الأطباق والحلويات المغربية الأصيلة الفواحة بنكهات عربية، أمازيغية أندلسية، متوسطية، إفريقية وصحراوية، في تجسيد بهي لحفاوة المملكة وحسن وفادتها.
وطيلة أيام المهرجان، استقطب الرواق المغربي الذي نظمته القنصلية العامة للمملكة، أعضاء من السلك الدبلوماسي، ومتخصصين في الطبخ والتذوق، وفنانين أتراك وأجانب، وأفراد من الجالية المغربية المقيمة بإسطنبول، والعديد من السياح، في لحظات مفعمة بالانفتاح والتفاعل الثقافي الذي يميز المملكة.
وبهذه المناسبة، قال القنصل العام للمغرب في إسطنبول المهدي الرامي إن المطبخ المغربي، باعتباره أحد روافد الإرث الثقافي والحضاري المغربي، تألق بقوة في هذه التظاهرة التي توخت التعريف بأشهر المطابخ العالمية، من بينها فن الطبخ المغربي المتميز بأصالته والمشهود له بقدرته على الابتكار والتجديد.
وأضاف الدبلوماسي المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرواق المغربي الذي شهد إقبالا منقطع النظير من قبل الزوار الأتراك ومن مواطني جنسيات أخرى سواء المقيمة أو القادمة في إطار سياحة لإسطنبول، حرص على استحضار الأجواء الثقافية المغربية، من خلال تأثيثه بديكورات وأواني خزفية، ونماذج لأزياء تقليدية مغربية، وملصقات تبرز المؤهلات السياحية لوجهة المغرب.
وسجل أن الأطباق المغربية المقدمة على مدى خمسة أيام استأثرت بإعجاب جمهور المهرجان الذين استفسروا عن مكوناتها، وتوابلها، وسر تميزها، وأسمائها، مبرزا أن التذوق أو تجربة الطعام الأصلي أضحت ثقافة تشجع العديد من محبي السياحة الثقافية على زيارة العديد من البلدان.
من جانبه، أبدى القنصل العام الليبي بإسطنبول صلاح الدين الكاسح، الذي زار الرواق المغربي إلى جانب مجموعة من الدبلوماسيين، إعجابه بفن الطبخ المغربي، من حيث المذاق والتقديم، مؤكدا أنه من بين المطابخ الأكثر شهرة لدى الليبيين.
وأضاف الدبلوماسي، في تصريح مماثل، أن “المشاركة المغربية كانت رائعة، والفضاء المغربي كان مزدحما طوال الوقت، وهو دليل على أن الأكل مميز ولذيذ”، مسجلا أن مثل هذه المبادرات تكشف مدى تلاقح الثقافات، كما هو الحال بالنسبة للثقافات المغاربية.
من جانبها، قالت هدى الكناني الفاعلة الجمعوية المغربية، التي شاركت في تقديم المطبخ المغربي لزوار المعرض، أن رواد المهرجان كانوا حريصين على تذوق مختلف الأطباق المقدمة في الرواق المغربي، لاسيما الكسكس، الطاجين، الشربة (الحريرة)، الفطائر، أملو، وباقة متنوعة من الحلويات العريقة والعصرية، مرفوقة بكؤوس من الشاي الأخضر.