أسامة بلفقير – الرباط
في سياق برود دبلوماسي واضح بين الرباط وباريس، تعود الصحافة الفرنسية، التي تتلقى تعليمات واضحة من الفاعلين في سياستها الخارجية، من أجل استهداف المغرب بمقالات مفضوحة تارة تستهدف مؤسسات المملكة، وتارة بالحديث عن قصص من وحي خيال من يقفون خلف حواسيبهم لصناعة تحقيقات وهمية.
آخر هذه التحقيقات الوهمية جاءت من ماكينة الضغط الموازية لعمل الخارجية الفرنسية، المعروفة باسم “فوربيدن ستوريز” (قصص ممنوعة)..هذه القصص التي يبدو أنها ممنوعة من النبش في خبايا السياسة الداخلية والخارجية الفرنسية وفضائح الواقفين وراءها، تعود هذه المرة لتنشر قصة غير ممنوعة عن المغرب..هذه المرة من ولاد سبيطة.
لقد نشر الواقفون وراء هذه المنظمة تحقيقا عجيبا حول ما يعتبرونه سطوا على أراضي الجموع، استنادا إلى معطيات مغلوطة لا أساس لها، بل استهدفت فقط التشهير بالمملكة، بل حتى الربط بين أسماء في قطاع العقار ومؤسسات المملكة في حملة معروفة الأهداف حتى وإن كانت لا تستند على أي دليل يفترض أن يتأسس عليه أي عمل استقصائي.
مشكلة باريس أن تواجه موت النموذج الفرنسي في كل شيء، وترفض ان تشيعه إلى مثواه الأخير..ترفض أن تتخلى الدول عن هيمنتها، وترفض أن تتخلى عن كعكعة الصفقات التي ظلت تسطو عليها لسنوات من دون وجه حق، ومن دون ان تساهم في تطور البلدان التي تستنزف اقتصاداها.
لقد اختار المغرب طريقا مختلفا، قوامه تنويع الشراكات ودبلوماسية رابح-رابح والند للند عندما يتعلق الأمر بمصالح عليا لا تقبل التخلي..لكن فرنسا التي دأبت على وصفها بالشريك الاستراتيجي، لم تقبل لحد الآن أن تتحول إلى مجرد فاعل يترك لفاعلين جدد مساحات واسعة في عدد من المجالات.