عماد المجدوبي- الرباط
في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المغربية لاستضافة تظاهرات رياضية عالمية وإقليمية كبرى، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم 2030، تشهد بعض أحياء مدينة مراكش، حالة من الفوضى العارمة، تثير تساؤلات جدية حول مدى جاهزية هذه المدينة الأولى سياحيا بالمغرب، لاستقبال هذا النوع من الأحداث.
النموذج على ذلك، وفقا لمصادر محلية، هو ما يشهده المركب التجاري “الدار الحمراء” وسط علال الفاسي، أحد أشهر الشوارع بمراكش، حيث يلاحظ تحويل ممرات عمومية، مخصصة للمشاة، إلى فضاءات تجارية ومطاعم مفتوحة، وذلك في ظل غياب لافت لأي تدخل حازم من السلطات المحلية.
ومن أبرز الأمثلة، توضح المصادر، قيام صاحب محل جزارة بتحويل جزء كبير من الممر العمومي إلى مطعم ومكان للشواء، وهو ما يتجاوز الغرض الأساسي للترخيص بالاحتلال المؤقت للملك العمومي الذي يقتصر على وضع الطاولات والكراسي. هذه التجاوزات تعيق حركة الساكنة والمارة بشكل كبير، وتخلق صورة سلبية لا تتناسب مع طموحات المغرب في استضافة الأحداث الكبرى.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، تضيف المصادر ذاتها، فبائع خضر داخل المركب وسّع نشاطه بشكل ملحوظ، ليحوّل فضاؤه إلى ما يشبه سوقاً ممتازاً. ويُزعم أنه يحظى بحماية “جهة من داخل جماعة مراكش”، ما يثير الشكوك حول ممارسات المحسوبية. إضافة إلى ذلك، تولى هذا البائع مهمة حراسة الدراجات، وأصبح يفرض قوانينه الخاصة على وقوف سيارات المرتفقين، في تجاوز واضح للصلاحيات.
تمثل هذه التجاوزات نقطتين سوداوين تشوهان المنظر العام للمركب التجاري وللمدينة بشكل عام، خاصة في وقت تستعد فيه مراكش لاستقبال آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويعطي غياب التنظيم الصارم والتساهل مع المخالفات صورة غير مرغوبة، وقد يؤثر سلباً على تجربة الزوار ويشوه سمعة المدينة كوجهة سياحية واستثمارية كبرى.
وتدعو الساكنة والمتضررون من هذه الفوضى السلطات المحلية إلى التحرك الفوري لوضع حد لهذه التجاوزات، وإعادة النظام إلى المركب التجاري والمساحات العمومية، وضمان احترام القوانين.
ففي ظل الاستعدادات الجارية لاستضافة تظاهرات بحجم كأس إفريقيا وكأس العالم، يصبح الحفاظ على النظام العام والمظهر الحضري للمدن المغربية ضرورة قصوى. فهل ستتحرك السلطات لإظهار التزامها بتحسين المظهر العام للمدينة قبل انطلاق هذه الأحداث الهامة؟