الدار البيضاء-قمر خائف الله
لا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع عن حادثة جديدة لاغتصاب طفل أو قاصر، إذ بدأت هذه الظاهرة تزداد في السنوات الأخيرة في مختلف الدول العربية وتخرج عن دائرة “التابو” والجرائم المسكوت عنها، خاصة أن بعض العائلات لا تزال تتستر على هذه الجرائم خوفاً من “العار”، إلا أن قوة مواقع التواصل الاجتماعي وسرعة تناقل الأخبار الموثّقة بالصور ومقاطع الفيديو ساعدت في دق ناقوس الخطر، على الرغم من أن الكثير من الحوادث المشابهة تبقى طي الكتمان.
وأثار انتشار فيديو صادم يظهر هتك عرض عدة أطفال في وضح النهار بمدينة الجديدة، بطله مسير جمعية رياضية، في إحدى المخيمات الصيفية، حفيظة الرأي العام المغربي، وإستياء شديدا في أوساط المجتمع الحقوقي.
في المقطع الذي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر طفل مستلقي على الأرض بجانبه، رجل في الأربعينيات من عمره، يتقرب منه بطريقة مشينة، ويلامس جسده الصغير بالإضافة إلى إجباره على تقبيله بالقوة، وذلك في وضح النهار، أمام العشرات من الأطفال والمواطنين، ما نتج عنه عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة وتنديد شديد بمشاهد تحرش فظيعة.
ووفق ما جاء في تعليقات نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، فإن المتهم فاعل جمعوي بالدار البيضاء، يقوم بإستدراج الأطفال عبر تنظيم مخيمات للأطفال، وبعدها ينطلق في عملية استغلالهم جنسياً بعد التغرير بهم، إلا أن تم الإلقاء القبض على الجاني من طرف عناصر الأمن الوطني بمدينة الجديدة، بتهمة إرتكاب جرائم اغتصاب في حق مجموعة من الأطفال القاصرين، المشاركين في المخيم الذي يشرف عليه.
جاء ذلك بعدما أقدمت عائلات الضحايا، على وضع شكايات لدى وكيل الملك، وبناء على هذا قام جهاز الدرك بأمر من النيابة العامة بتوقيف الجاني، كما تمت إحالته على ولاية الأمن بمدينة الجديدة، من أجل إستكمال البحث معه في المنسوب إليه، قبل أن يتم عرضه على أنظار العدالة بأمر من وكيل الملك.
ولا تزال أسباب “اضطراب عشق الأطفال”، أو ما يُعرف علمياً بالبيدوفيليا غير معروفة حتى الآن، فالأطباء والعلماء لم يتمكّنوا بعد من تأكيد ما إذا كان هذا الاضطّراب ناجماً عن خلل جيني أم هو سلوك مُكتسب، لا سيما أن الأبحاث لم تُثبت وجود متغيّرات صحية لدى المعتدين على الأطفال، كالخلل في هورمونات الذكورة أو في هورمون السيروتونين، لذلك يربط علماء النفس التحرّش والاعتداء الجنسي على الأطفال باحتمال مرور المعتدي بحالة مشابهة خلال فترة الطفولة، تحوّلت إلى حالة مَرضية عند البلوغ، ولكن هذه النظرية لم تُثبّت بشكل نهائي ولا تزال الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة مجهولة..