فيصل ايت العمرية*
لا شك ان كل مهتم ومتتبع للشأن الاقتصادي في بلدنا، يدرك اهمية التوجه الجديد للدولة عبر خلق نقاش عمومي مهم حول ضرورة خلق المقاولة و التشغيل الذاتي.
رهان يبقى صعب و ممكن في نفس الوقت ؛ اذا ما تم تجمع كل العوامل المحددة لنجاحه، ونذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر عامل التمويل او كل وسائل التمويل المتاحة اليوم في المغرب.
تشكل الابناك و منتوجاتها الموجهة الى تمويل المشاريع المقترحة رافعة اساسية لانجاح طموحات الدولة المغربية كما طموحات شريحة مهمة من الشباب الحالم بغد افضل، هاته الابناك في عملية تقنية محضة ، تشتغل على تفحص نجاعة فكرة المشروع و مدى قدرته على تحصيل ربح يسمح بدفع اقساط القرض المسلم الى صاحب المشروع. الى هنا لا كل شيء يبدو على ما يرام.
الا ان واقع الحال و السياق الوطني الخاص يدعونا الى مسألة هاته الابناك عبر قد قدمته الى الشباب الحامل لمشاريع ، في ادبيات علوم الاقتصاد، رأس المال جبان ، وهو ما يلاحظ خلال جرد لمعظم تعاملات الابناك في اطار برنامج انطلاقة المحفز لخلق المقاولات من طرف الراغبيبن في ذلك. هناك تسجيل لنسبة مهمة من هاته القروض التي جانبت هذفها المنشود و اتجهت لتكون عبارة عن تسهيلات سيولة لفائدة مقاولات قائمة الذات وتشتغل سلفا. هذا الوضع يدعونا الى التسائل حول مالذي يمنع هاته الابناك من تبني المشاريع الجديدة ؟ هل هذا راجع الى انعدام الثقة في حاملي المشاريع رغم ان الدولة قدمت كل الضمانات اللازمة ؟
وجب الاقرار ان ليست كل تلك الابناك تتبع هذا النهج، انما هناك كن اختارت اخف الاضرار و قدمت منتوج بنكي قائم على شرط التسجيل في سجل المقاول الذاتي لكل وارد جديد و هذا في حد ذاته يعد الية مهمة لتحويل النظام الغير مهيكل الى قطاع مهيكل ومنظم مع نقص منسوب خطورة الاخفاق بالنسبة لحاملي المشاريع …هل هناك غياب لروح الابتكار والخلق لدينا ؟ هل سياق الوباء العالمي لم يسمح بان تلعب الابناك دور ريادي لخلق دينامية ستكون تاريخية بالنسبة لمنظومة خلق المقاولة ؟ كل هاته أسئلة حارقة تستحق اجوبة شافية…
باحث اكاديمي في ريادة الاعمال و شؤون التمنية