أعلنت المنتجة المغربية لمياء الشرايبي في بلاغ لها أنها جد محبطة بسبب رفض اللجنة إدراج الفيلم ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، مع العلم أن الفيلم أنتجته منتجة مغربية، في إطار شركة إنتاج مغربية، وقد صور بالكامل في المغرب، ولعب فيه ممثلون مغاربة، ويحكي عن قصة مغربية تجري أحداثها في جبال الأطلس المغربية، لكن تم رفضه من طرف اللجنة بسبب كون المخرج لا يحمل الجنسية المغربية. في حين “أن الفيلم عرض في أكثر من 200 مهرجان باسم المغرب، وحصل على عدة جوائز أهمها الجائزة الكبرى لأسبوع النقد في مهرجان كان. نشير إلى أن الفيلم حصل على منحة الدعم التي تمنحها لجنة الدعم التابعة للمركز السينمائي المغربي التي تقدر ب150 مليون درهم في إطار الشراكة .
وأشارت لمياء الشرايبي إلى انقسام السينمائيين المغاربة وتشردمهم ، واختتمت رسالتها “أنا أحب بلدي، أحب سينماه، لكن هذا المساء، أنا جد حزينة ولاشيء آخر “.
واعتبر الناقد خليل الدامون وعضو في لجنة الانتقاء لهذه الدورة، أن هذه الحيثيات كلها في رأيه حجج غير كافية ليكون فيلم “ميموزا” ضمن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني، وطالب الشرايبي الرجوع إلى القانون المنظم للمهرجان في البند 4 الذي ينص على ما يلي: “برنامج المهرجان يضم: – قسم المسابقة الرسمية المفتوحة للأفلام الطويلة، الروائية والوثائقية، مسطرجة بالفرنسية والإنجليزية، أخرجها سينمائيون مغاربة انطلاقا من الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني”…
وأضاف “أن اللجنة لم تفعل سوى تطبيق قانون المهرجان الذي ينص على أن الأفلام المشاركة يجب أن تكون من إخراج سينمائيين مغاربة. وبما أن الفيلم من إخراج سينمائي غير مغربي فلا يحق له أن يكون ضمن لائحة الأفلام المرشحة.
من جهة ثانية طالب الدامون المنتجة “لمياء الشرايبي” إلى التصريح بأية جنسية حصل فيلم “ميموزا” على جائزة نيسبريسو في أسبوع النقاد بمهرجان كان 2016؟
فيما تساءل الناقد والباحث سعيد مزواري عن جدوى نبرة التحامل التي يتكلم بها البعض عن المخرجين الأجانب المقيمين بالمغرب والمخرجين المغاربة المقيمين بالخارج!
وأضاف “لم تكن السينما الأمريكية والفرنسية لتصبحا قويتين كما هما اليوم، لولا انفتاحهما على المواهب القادمة من الخارج. الأمر ليس أبدا مرتبطاً بوفرة الامكانيات، ومن المعلوم أن صندوق الدعم الفرنسي يدعم كل عام عشرات المواهب الأجنبية، رغم أن سينمائيين فرنسيين مخضرمين تجابه مشاريع أفلامهم بالرّفض ويجدون صعوبة بالغة في تمويلها. السبب بسيط: هؤلاء قوم يقدرّون الموهبة الحقّة ويضعونها فوق كل اعتبار وهذا من أبرز عوامل تقدّمهم.
ويضيف “قد أتفهم أن تجد لجنة الانتقاء اليوم نفسها عاجزة أمام سطوة القانون، لكن القوانين لم توضع لتبقى جامدة إلى الأبد. وحين تصبح خارج روح العصر، فمن مسأوليتنا أن ننادي على الأقلّ بإعادة النّظر فيها وندفع اتجاه تغييرها”.
وتأسف “سعيد المزواري” عن وقوف سينمائيين في صفّ جمود وبيروقراطية القانون ضدّ السينما، في عالم منفتح أضحى الإنتاج المشترك فيه هو القاعدة، وغدى من شبه المستحيل تحديد جنسية فيلم ما بناء على معايير محددة.
وقال الناقد عادل السمار “شاهدت فيلم ميموزا. ورغم ما يمكن إبداؤه من ملاحظات حول الفيلم كنظرة خارجية لمجتمعنا، يمكنني اعتباره أحد أفضل الافلام المغربية التي شاهدتها في السنوات الاخيرة. نعم، أحد أفضل الافلام المغربية، الذي استطاع ان يحكي قصة من المغرب العميق بلغة سينمائية راقية”.
وأضاف “يحسب للفيلم أيضا التقاطه لواقع اجتماعي واستثماره في قالب سينمائي لم ينتبه له أغلب المخرجين السينمائيين المغاربة. ورغم ما شابه من تفريط في بعض التفاصيل، خاصة على مستوى اللغة، فقد أبدى مخرجه معرفة بهذا الواقع الاجتماعي واستيعاب له أكثر من افلام مغربية عديدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الأفلام التي لم يتم اختيارها من طرف لجنة الإنتقاء للمشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة عددها ستة وهي: “عمي” لنسيم عباسي، و”في بلاد العجائب” لجيهان البحار، و”على طريق الفوسفات” (وثائقي) لمليكة المانوك ومحمد النضراني، و”أوراق الحب” لطه محمد بنسليمان، و”أحلام الواحة” لعزيز لخوادر، و”ميموزا” لأوليفر لاكس (إنتاج مغربي إسباني فرنسي).