24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
في الخامس والعشرين من ماي من كل عام، يحتفل العالم بيوم إفريقيا، المعروف أيضا بيوم التحرير الإفريقي، وهو يوم يجسد آمال وتطلعات القارة الإفريقية نحو الوحدة والاستقلال والتنمية، وفي مثل هذا اليوم من عام 1963، عُقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول مؤتمر لـ32 دولة إفريقية مستقلة.
وكان هذا الحدث التاريخي بمثابة الخطوة الأولى نحو تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تحولت لاحقا إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2002.
وفي هذا السياق، كان للمغرب دور بارز وريادي في تعزيز فكرة الوحدة الإفريقية، مما يعكس مكانته كرائد إفريقي في مسيرة القارة نحو التقدم والتكامل.
المغرب والمساهمة في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية
كان المغرب، بقيادة الملك محمد الخامس رحمه الله، من أوائل الدول الإفريقية التي نادت بالوحدة القارية في وقت كانت فيه إفريقيا تعاني من ويلات الاستعمار، بعد حصوله على الاستقلال عام 1956، سعى المغرب إلى دعم حركات التحرر في إفريقيا، وكان من أبرز المساهمين في صياغة رؤية منظمة الوحدة الإفريقية.
وشارك المغرب بنشاط في مؤتمر أديس أبابا عام 1963، حيث كان صوته قويا في الدعوة إلى التضامن بين الدول الافريقية وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.
وتمثل دور المغرب في هذا المؤتمر في دعم فكرة إنشاء إطار منظمة الوحدة الإفريقية، شارك المغرب بنشاط في مؤتمر أديس أبابا عام 1963، حيث كان صوته قويا في الدعوة إلى التضامن بين الدول الإفريقية وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.
وتمثل دور المغرب في هذا المؤتمر في دعم فكرة إنشاء إطار مؤسسي يجمع الدول الافريقية تحت مظلة واحدة، مع التركيز على مبادئ السيادة الوطنية، احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، ودعم الدول التي كانت لا تزال تحت نير الاحتلال. كما ساهم المغرب في صياغة ميثاق المنظمة، الذي وضع الأسس للتعاون الإفريقي في مجالات متعددة، من الدفاع عن الاستقلال إلى تعزيز التنمية الاقتصادية.
المغرب رائد إفريقي
لم يقتصر دور المغرب على المشاركة في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، بل امتد ليصبح نموذجًا للريادة الإفريقية، منذ الاستقلال، تبنى المغرب سياسة خارجية نشطة تجاه إفريقيا، قائمة على التضامن والتعاون جنوب-جنوب.
وقد تجلى ذلك في دعم المغرب للدول الإفريقية في نضالها ضد الاستعمار. سواء من خلال تقديم الدعم السياسي أو استضافة قادة حركات التحرر، على سبيل المثال.
وكان المغرب ملاذا للعديد من المناضلين الإفريقيين، مثل نيلسون مانديلا، الذي تلقى تدريبا عسكريا في المغرب خلال ستينيات القرن الماضي.
في العصر الحديث، واصل المغرب ريادته الإفريقية من خلال عودته إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017. بعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة عقود. هذه العودة عززت مكانة المغرب كقوة دبلوماسية رائدة في القارة، ويسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، ودعم مشاريع التنمية المستدامة، مثل مبادرة “الرؤية الإفريقية 2063”.
كما يبرز دور المغرب في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، الزراعة، والتعليم، حيث يقدم نموذجًا للتنمية يمكن أن تستفيد منه الدول الإفريقية الأخرى.
يوم إفريقيا: رمز للوحدة والأمل
يوم إفريقيا ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو مناسبة لاستذكار الإنجازات التي حققتها القارة والتحديات التي لا يزال يواجهها المغرب، بتاريخه العريق ودوره الريادي، يظل رمزا للالتزام بالوحدة الإفريقية والتضامن بين شعوب القارة.
كما أن الاحتفال بهذا اليوم يعكس تطلعات المغرب وغيره من الدول الإفريقية، نحو بناء قارة موحدة، مزدهرة، وقادرة على مواجهة تحديات العصر.