24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تحل الذكرى الثالثة لوفاة الكولونيل يوسف القباج، أحد أبرز تلامذة القائد العظيم الغجدامي، ونستحضر فيها قصة بطولة رسمت ملامح الشجاعة والتفاني في حرب الصحراء.
يعتبر الكولونيل القباج رمزًا للتضحية والفطنة العسكرية، فقد ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الدفاع عن وحدة المغرب، وعن مغربية الصحراء.
ملحمة قطاع الطويزكي
في عام 1980، عندما كان يشغل منصب نائب أول في قطاع الطويزكي، خاض القباج ملحمة بطولية تُروى تفاصيلها بتقدير وإجلال. ففي خضم محاولات “البوليساريو” لعزل المعسكر المغربي، قاد القباج مناورة ذكية في وادي لعظيم. أظهر خلالها قدرة فائقة على التفكير الاستراتيجي، حيث تظاهر بالانسحاب من نقطة استراتيجية، مما أغرى العدو بالتقدم ظنًا منهم أن الطريق بات مفتوحًا.
بمجرد دخول عناصر “البوليساريو” إلى الفخ المحكم، أعطى القباج إشارة الهجوم. انقضت وحدات الكمائن المغربية على عناصر العدو من الجانبين، في معركة خاطفة لم تستغرق وقتًا طويلاً.
وانتهت هذه المعركة بسحق العدو وقطع طريقه نحو الطويزكي، محققًا بذلك انتصارًا حاسمًا ساهم بشكل كبير في تأمين الجبهة الشرقية.
هذه العملية لم تُكرس فقط اسم القباج كقائد ميداني جريء وشجاع جداً حد التهور، بل أثبتت أيضًا أنه لا يقل بأسًا عن قائده الملهم الغجدامي.
إرث من الشجاعة والتضحية
في هذه الذكرى، نُجدد التذكير بأبطال القوات المسلحة الملكية الذين دافعو عنها بدمائهم وارواحهم، باخلاص ووفاء واجلال. ومن خلالها نستحضر ونقف وقفة اجلال لكل جندي وكل قائد مغربي روى تراب الوطن بدمائه الزكية، دفاعًا عن وحدته وكرامته.
وكما ندين لهم جميعًا بالولاء والاحترام، فهم من كتبوا ببطولاتهم معنى الشرف، وجعلوا من الصحراء قلعة حصينة للوطن، لا تُكسر. تبقى تضحياتهم منارة تُضيء لنا درب المستقبل،
وتذكرنا هذه المناسبة بأن سيادة الوطن ووحدته فوق كل اعتبار.تحت القيادة الرشيدة للملك الراحل محرر الصحراء ومبدع المسيرة الخضراء الملك الحسن الثاني ، ووارث سره الملك محمد السادس حفظه الله.