24ساعة-عبد الرحيم زياد
بقيادة متبصرة وثاقبة لقائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملك محمد السادس، كرست القوات المسلحة الملكية المغربية نفسها خلال سنة 2024، بصفتها الركيزة الأساسية لأمن الوطن واستقراره، جهودا مضاعفة وعملا كبيرا لمواجهة التحديات المتزايدة. في حماية الوطن والدفاع عن المصالح العليا للمملكة المغربية.
تعزيز القدرات العسكرية: ركيزة أساسية للأمن
التحديث المستمر: شهد عام 2024 تسارعًا في وتيرة تحديث المعدات العسكرية للقوات المسلحة الملكية، حيث تم اقتناء أحدث الأنظمة والأسلحة، مما ساهم في رفع جاهزيتها القتالية وجعلها قادرة على مواجهة التهديدات الحديثة.
التدريب المتخصص: تم تنظيم العديد من التدريبات العسكرية المتخصصة، سواء كانت فردية أو جماعية، وذلك بهدف رفع كفاءة العسكريين المغاربة في مختلف المجالات، وتطوير مهاراتهم القتالية والتكتيكية. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نظمت القوات المسلحة الملكية بشكل مشترك، مع القوات المسلحة الأمريكية ، من 20 إلى 31 مايو الجاري، الدورة الـ20 من تمرين الأسد الإفريقي”. في مناطق بنجرير وأكادير وتفنيت وطانطان وأقا.وذلك بمشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة لنحو 20 دولة، إضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية.
كما تم تنظيم تدريب مشترك بين القوات الملكية الجوية المغربية وبين نظيرتها الأمريكية، بالأراضي البريطانية شهر نونبر الماضي، حيث شهدت الأجواء المغربية تحليق القاذفات النووية الشهيرة “B-52”.
التعاون الدولي: تم تعزيز التعاون العسكري مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، من خلال المشاركة في التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات، مما ساهم في تطوير القدرات العملياتية للقوات المسلحة الملكية.من خلال تبادل الزيارات والوفود العسكرية.
وكان لافتا في ذات الإطار على سبيل الذكر، قيام وفد من القوات المسلحة الملكية يقوده الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية،شهر نونبر ، بزيارة على متن حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة “يو إس إس هاري ترومان” بالبحر الأبيض المتوسط في عرض ساحل مدينة الحسيمة.
الدور المحوري في حفظ الأمن والاستقرار
حماية الحدود: تم تعزيز إجراءات حماية الحدود البرية والبحرية والجوية، وذلك من خلال نشر قوات إضافية وتحديث الأنظمة الرقابية، مما ساهم في الحد من عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
المشاركة في عمليات حفظ السلام: واصلت القوات المسلحة الملكية مشاركتها الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام الدولية، مما ساهم في تعزيز سمعة المغرب كدولة مسؤولة تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
الدور في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
المشاريع التنموية: ساهمت القوات المسلحة الملكية في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في المناطق النائية، مما ساهم في تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.
الإغاثة في حالات الكوارث: لعبت القوات المسلحة الملكية دورًا حيويًا في عمليات الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات، مما ساهم في تخفيف معاناة المتضررين.
في ذات السياق، لابد من التذكير بجهود المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي من خلال القمرين الصناعيين المذكورين، واللذين مكنا المملكة “من تكريس استقلاليتها في مجال المراقبة الخرائطية وتحقيق الأهداف المدنية والأمنية عبر تقوية مراقبة الحدود والسواحل المغربية”.
خيث شملت خلال هذه السنة مجالات عديدة؛ منها “عداد خرائط طبوغرافية عالية الدقة من أجل استعمالها في مجال التعمير وإعداد التراب الوطني والإسكان، والتدبير الجيد للموارد الفلاحية والغابوية، وكذا التجهيز والنقل، بالإضافة إلى توفير المعطيات الكفيلة بالرفع من جودة الدراسات الخاصة بمشاريع البنيات التحتية، علاوة على تقوية مراقبة الحدود والسواحل المغربية”.
كما قام المركز بمد وزارة التجهيز والماء بصور أقمار اصطناعية عقب زلزال الحوز، تهم مناطق ظهور عيون مائية جديدة. كما أن مهامه هذه السنة شملت القيادة والتتبع التقني للمشاريع الفضائية (القمران الصناعيان “محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”)، وإطلاق قمرين صناعيين جامعيين مصغرين (UM5-Ribat/ UM5-Eosat)”
الدور الدبلوماسي
تعزيز العلاقات العسكرية: عملت القوات المسلحة الملكية على تعزيز العلاقات العسكرية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، مما ساهم في تعزيز التعاون العسكري الإقليمي والدولي.
المشاركة في المحافل الدولية: شاركت القوات المسلحة الملكية في العديد من المحافل الدولية، مما ساهم في الدفاع عن مصالح المغرب وتعزيز صورته كدولة مسؤولة.
التطور التكنولوجي في المجال العسكري: في عالم يشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية والتسابق المحموم نحو التسلح، يبدو المغرب عازماً على فرض نفسه بين النخبة من الدول التي تمتلك صناعة عسكرية وطنية تنافسية. وإذا ما تأملنا الاتفاقيات الأخيرة التي وقعها مع عمالقة صناعة الدفاع مثل إسرائيل والهند والولايات المتحدة وفرنسا، نتأكد أن المملكة ستجد لنفسها قريبًا مكانًا بارزًا في هذه الدائرة المغلقة المشكلة من دول معدودة.
الأمن السيبراني
يشكل الأمن السيبراني تحديًا كبيرًا، حيث تستهدف الهجمات السيبرانية البنية التحتية الحيوية للدول، مما يتطلب من القوات المسلحة الملكية تعزيز قدراتها في هذا المجال، حيث كشف تقرير لجنة الخارجية بمجلس النواب تلقي المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، تبليغات عن 644 حادثا، منها 134 تطلبت تدخلات ميدانية من مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية (maCERT). كما تم تقييم وتعزيز 64 منصة إلكترونية ومحمولة حيوية، كما تم إصدار 16 تنبيها بسبب ثغرات أمنية حرجة.