الدار البيضاء-سكينة المهتدي
ما تزال نوبة الهلع تسيطر على وجدان ساكنة مراكش ونواحيها على حدٍّ سواء، فبعد ليلة بيضاء من الرعب عاش على أوتارها الصغير والكبير؛ لم يكتف زلزال الحوز بما حصده من أموات مواصلاً هزاته الإرتدادية على مدار الساعات.
في اتصال هاتفي، تقول نور: “في الوِهلةِ الأولى خُيِّل لي أن المكان يتحرك فقط بفعل الريح، ما إن مرت لحظات حتى فهمتُ ما يجري حولي لأشرع في قولِ “الشهادة”، ظنًّا منِّي أنها رُبما أولى لحظات يوم القيامة “.
استمر الوضع على حاله قرابة دقيقة، لتستوعب المتحدثة ل”24ساعة” أنه فقط زلزال، يحرك جدران وأبواب البيت بأكمله.
في مراكش، عيون مشرئبة متأهبة ترصد كل شيء، لا نقاشات ثنائية بالمقاهي المحيطة بساحة جامع الفنا سوى عن إحصاءات الفاجعة.
أما الضجيج الذي كان يعم المدينة، فتقطعه بين الفينة والأخرى، زمامير سيارات إسعاف في طريقها إلى المستشفيات.
تضيف نور في سرد لقصتها مع الفاجعة: “حقيقة ما زاد من شعور الرعب لدينا، هو انقطاع التيار الكهربائي بمختلف أرجاء المدينة، وخط الاتصال في الهواتف النقالة، وبالتالي لم يجد الناس بُدًّا من الخوف”.
لم تستطع ساكنة مراكش التواصل مع أهاليها، أو حتى البحث في الانترنيت عن سبل للنجاة من خطر حقيقي يُحذِقُ بها.
أما في أكادير، التي تبعد حواليَ 344 كيلوميتر، عن بؤرة الزلزال “إغيل”، فالشعور لم يكن مغايرًا، توجسٌ قلقٌ في كل مكان.
تحكي سلمى عن ما حدث ليلة الجمعة بكثير من التفاصيل، “رافقت أبي لحضور عرض مغنيتي المحبوبة منال، خلال اليوم الثاني من مهرجان تيميتار، غير أن ما جرى لم يكن في الحسبان”.
تضيف المتحدثة: “كنت في استمتاع تام بأهازيج الموسيقى الصاخبة، وإذا بالأرض تهتز من تحتي لم يفزعني هولُ الصَّدمة بقدرما أخافني هربُ الجمهور في كلِّ اتجاه؛ ما حوَّل الساحة فجأة إلى كثير من الفوضى، الحمدلله على لطف الأقدار”.
لحدود اليوم، يستمر تسجيل هزات أرضية ضواحي مراكش، منذ زلزال الجمعة العنيف الذي وصلت قوته إلى 7 درجات على سلم ريختر.
ووفق آخر إحصاء رسمي، أعلنته وزارة الداخلية المغربية، فإن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 2012 قتيلا و2059 مصابا، بينما تواصلُ فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين تحت الركام.