يرى المتتبعين للنقاش القانوني الذي طفى على السطح، بعد التوصيات الأممية التي طابلت باطلاق سراح توفيق بوعشرين، المتابع بتهمة الاتجار في البشر، أن الأمر لا يعدوا عن كونه مجرد فقاعة إعلامية، اطلقهتا الجماعة التي تدافع عن مدير يومية “اخبار اليوم”، حيث أصبحت هيئة دفاعه مختصة في الندوات الصحيفة كلما حصل مستجد ما في الساحة، بل لربما قد تكون هذه الهيئة حطمت الرقم القياسي في عدد الندوات الصحفية.
فحينما يقول زيان أنه “ما على الحكومة أن تعبر عن اندهاشها، ولا أي أحد يمكنه أن يعطينا دروس في القانون الدولي، القضية بسيطة جدا”، فما عليه سوى أن يدرك أن اندهاش الحكومة لم يأتي من فراغ، بل جاء بعد أن ضربت التوصيات الأممية في عمق المؤسسات المغربية وعلى رأسها القضاء، الذي أصبح يتمتع باستقلالية قل نظيرها في الوطن العربي.
وإذا ما كانت القضية بسيطة جدا بالنسبة لزيان، فانها ليست كذلك بالنسبة لضحايا بوعشرين اللاتي عانين الأمرين أثناء مزاولة مهامهم بمؤسسة توفيق، و أثناء أطوار جلسات التحقيق والمحاكمة.
وهنا يطرح السؤال حول كلام زيان الذي قال بالحرف أن “لا أحد يمكنه أن يعطينا دروس في القانون الدولي”، منذ متى كان زيان يرافع في المحاكم الدولية؟ وكم عدد القضايا التي فاز بها دوليا؟، حتى يمنع الآخرين عن التعبير عن رأيهم.