24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تتجه الأنظار نحو بروكسيل، العاصمة البلجيكية. التي تستعد لاستضافة اجتماع وزراء الخارجية في مايو 2025، تحضيرًا لقمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. ومع اقتراب هذا الحدث البارز، تتضح معالم تحول دبلوماسي كبير يضع جبهة البوليساريو خارج الحسابات الأوروبية. في ظل ضغوط مغربية مكثفة وتغيرات جيوسياسية تعكس تراجع نفوذ هذا الكيان الانفصالي على الساحة الدولية.
تهميش البوليساريو
لم يعد حضور البوليساريو في مثل هذه المحافل أمرًا متوقعًا، إذ نجح المغرب في تعزيز موقفه. كشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي والإفريقي على حد سواء. الضغوط الدبلوماسية المغربية، المبنية على أسس قوية من الشراكات الاقتصادية والسياسية، أفضت إلى تهميش البوليساريو، التي كانت تُستخدم في السابق كورقة ضغط في الصراع الإقليمي. اليوم، يبدو أن هذه الورقة قد احترقت، وأن الأطروحات الانفصالية التي طالما روّجت لها أطراف معادية للوحدة الترابية المغربية أصبحت شيئًا من الماضي.
الشراكة مع المغرب نموذج أكثر جدوى
هذا الواقع الجديد ليس وليد الصدفة، بل نتيجة جهود مغربية حثيثة لتأكيد سيادته على أراضيه، مدعومة بتأييد متزايد من دول أوروبية كبرى، مثل فرنسا التي أعلنت مؤخرًا اعترافها بمغربية الصحراء. هذا التحول أضعف البوليساريو وداعميها، وجعل مشاركتها في قمم مثل تلك المقررة في بروكسيل أمرًا مستبعدًا. فالقارة الإفريقية، التي تسعى لتعزيز الاستقرار والتنمية، باتت ترى في الشراكة مع المغرب نموذجًا أكثر جدوى من الرهان على كيان لا يحظى باعتراف دولي واسع.
في الختام، يشير استبعاد البوليساريو من الحسابات الأوروبية إلى نهاية مرحلة كانت تُستغل فيها قضية الصحراء لأغراض سياسية ضيقة. اليوم، تتقدم الشراكة المغربية-الأوروبية. بخطى ثابتة، تاركةً وراءها أوهامًا انفصالية لم تعد تجد صدى في عالم يبحث عن الاستقرار والتقدم. بروكسيل. بهذا المعنى، ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل رمز لانتصار الواقعية على الشعارات البائدة.