الرباط و م ع
يستضيف نهضة بركان، غدا الأحد (ابتداء من الثامنة مساء)، الزمالك المصري برسم ذهاب نهائي كأس الكونفدرالية لكرة القدم، في ما يشبه إعادة لنهائي 2019، الذي ابتسم فيه الحظ للفريق المصري بالضربات الترجيحية.
لكن، وبعد مرور حوالي خمس سنوات على هذه المواجهة، اكتسب فريق النهضة البركانية خبرة كبيرة على الساحة القارية، جعلت منه في وقت قصير مرجعا في هذه المسابقة بعد نيله لقبين (2020 و2022).
وهكذا، قلص البركانيون سريعا فارق الخبرة الذي سمح للزمالك بالتغلب عليهم آنذاك، رغم أن الأخير لم يكن متفوقا على المستويين التقني والتكتيكي. وبذلك، من المرجح أن يكون نهائي هذه السنة واعدا، ومتوازنا أكثر من أي وقت مضى.
وتحت إشراف الإطار التونسي معين الشعباني، الذي يلم جيدا بتفاصيل المباريات النهائية القارية، بعد أن فاز بدوري أبطال إفريقيا مرتين مع الترجي التونسي، استعاد فريق نهضة بركان هويته الكروية، من خلال الاعتماد على الانضباط التكتيكي واللعب الجماعي، والعودة إلى أسلوب لعبه الذي حقق به النجاح في الماضي.
بيد أن تحسين النجاعة الهجومية في اللحظات الحاسمة يعتبر عاملا مهما بالنسبة لنهضة بركان في مسعاه نحو تحقيق اللقب القاري الثالث.
والأكيد أن خبرة المدرب التونسي في هذا النوع من اللقاءات، ومعرفته الجيدة بالأجواء المحيطة بها، ستشكل معطى إيجابيا للتحضير الأمثل لهذا النهائي، خاصة أن الشعباني يعرف جيدا نقاط قوة وضعف الزمالك بعد مجاورته البطولة المصرية بين سنتي 2021 و2023.
وعلى عكس نهضة بركان الذي يقدم أداء جيدا في البطولة الوطنية الاحترافية، ويحتل المركز الثالث في ترتيبها، فإن نادي العاصمة المصرية يتواجد في وضع غير مريح في البطولة المحلية التي تميل مرة أخرى للغريم التقليدي الأهلي. وهو ما يفسر الأهمية التي توليها إدارة النادي لهذه الكأس القارية.
وينظر إلى هذا النهائي في أروقة فريق الزمالك على أنه فرصة لإنقاذ موسم متذبذب النتائج، وكسر هيمنة الغريم التقليدي الأهلي، المرشح للفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الـ 12 على حساب الترجي التونسي.
فأمام القوة الهادئة التي يمثلها نهضة بركان كناد منظم، مهيكل وطموح، حيث فاز في ظرف 6 سنوات، بثلاث كؤوس للعرش وكأس السوبر الإفريقية، فضلا عن كأسين في مسابقة الكونفدرالية الإفريقية، يجد نادي الزمالك، الذي يأمل في استعادة أمجاده، في المقابل، نفسه أمام نفاذ صبر جماهيره الغفيرة بسبب النجاح الكبير لجاره وغريمه التقليدي الأهلي.
ويعد الزمالك أحد أكثر الأندية شهرة في إفريقيا، ما يضع على لاعبيه ضغطا كبيرا. ويزداد هذا الأخير حدة عندما يدرك اللاعبون أنهم يرتدون قميص أحد أكثر الفرق تتويجا في القارة، حيث حقق الزمالك خمسة ألقاب في دوري أبطال إفريقيا.
والأكيد أن جذوة الحماس ستظل متقدة حتى صافرة نهاية مباراة الإياب في 19 ماي المقبل في القاهرة في مواجهة تعد بالكثير بين ناديين من شمال إفريقيا.