24 ساعة- محمد أسوار
أكد الكاتب الفرنسي، الطاهر بن جلون، أن الحكومة الفرنسية الحالية، ارتكبت خطأ جسيما بإقدامها على خفض ” الفيزا” للمغاربة بدخول أراضيها.
وعلى ما يبدو، وفق ذات الكاتب البارز من أصل مغربي، فإن إيمانويل ماكرون ولا وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، ليسوا على دراية بمساهمة القرار في تدهور العلاقات بين فرنسا والمغرب.
وأضاف ين جلون، في مقال رأي تحت عنوان ”رياح متجمدة تجري بين المغرب وفرنسا”، نشر على صفحات جريدة ” لوبوان” الفرنسية، أن ”معاقبة” الدول المغاربية الثلاث، المغرب تونس والجزائر، بخفض التأشيرات، أثار احتجاجا بين مواطنيها بلغ حد هجوم غير مسبوق، ظهرت أصداءه داخل الصحف المغربية.
وأبرز الكاتب أن القرار جاء كرد فعل على ما تعتبره باريس رفض هذه الدول استعادة مواطنيها الذين يوجدون في وضع غير قانوني. لكن شكيب بنموسى، سفير الرباط سابقا في فرنسا، قال لي: ”لم يرفض المغرب أبدًا إعادة المهاجرين غير الشرعيين، لكن الشرطة الفرنسية غالبًا ما ترسل إليه الجزائريين أو التونسيين الذين لا تستطيع أن تهتم بهم”، في مقابل ذلك ”ربما كان على السلطات في الرباط توضيح هذه المسألة رسمياً”، يقول بنجلون.
بعيدا عن المشاكل الإدارية، يرى نفس الكاتب، أن الود لا يسود بين رئيسي الدولتين، مشددا على أن ماكرون ليس لديه اهتمام مغاربي؛ ومع ذلك؛ فهو مهووس بالجزائر ويعتقد أنه سينجح في تنظيف العلاقات الفرنسية الجزائرية.
بنجلون يشدد على أن ماكرون يستعد للقيام بزيارة إلى الجزائر في القريب العاجل، ”إنه بصدد التضحية بالتفاهم الجيد مع المغرب على أمل الحصول على شروط أفضل من جنرالات الجيش الجزائري فيما يتعلق ببلده”، ويرى أن الرئيس الفرنسي ”مخطئ لأن الجنرالات لن يقدمون له شيئا، وسيحافظ على هذه الحماقة التي سيرتكبها إلى نهاية ولايته إذا قام بهذه الزيارة، فذلك لأنه لم يفهم آلية نظام لا يقدم أي تنازلات”.
المغرب بدأ في تنويع علاقاته السياسية والاستراتيجية، يضيف ذات الكاتب، لم يعد يركز على فرنسا كما كان الأمر سابقا، هذه حقيقة لوحظت في عدة مجالات. بتوقيعه على اتفاقيات إبراهيم، ونجاحه في تغيير موقف الجار الإسباني فيما يتعلق بالصحراء، نأى بنفسه عن فرنسا التي ظل دعمها حساسا للغاية، خوفاً من إغضاب الجزائر التي كانت تحافظ على ”صراع .. سلاح وهمي في الصحراء”.
وشدد بن جلون على أن منع الأطباء ورجال الأعمال والموسيقيين والسياسيين من الذهاب إلى فرنسا، برفض منحهم تأشيرة دخول، يخلق انطباعا سيئا سرعان ما تحول إلى انزعاج، ثم إلى مهاجمة فرنسا. إن رفض منح التأشيرة للآباء الذين يتعين على ابنهم (القاصر) الذهاب إلى باريس لبدء الدراسة في إحدى المدارس العريقة، أمر مثير للسخرية، يضيف الكاتب الفرنسي.
الرد بالمثل
يطالب المغاربة اليوم بلدهم بمعاملة الفرنسيين الراغبين في القدوم إلى المغرب بالمثل، وذلك بالرد بقرار ”غير عادل”. ”أمل ألا يكون ذلك، ليس فقط بسبب السياحة، ولكن أيضًا بسبب تقليد الانفتاح والضيافة الذي تم تأسيسه مع فرنسا إلى الأبد”. يوضح الكاتب نفسه.
يقول بنجلون إنه لا يوجد سبب لتحول العلاقات الحالية. تعترف فرنسا بالمساعدة التي قدمتها لها الأجهزة المغربية في مكافحة الإرهاب. لا جدال في وقف هذا التعاون المهم، بسبب رفض بعض التأشيرات للمغاربة الذين يحتاجون للذهاب إلى فرنسا.