الرباط-قمر خائف الله
مع حلول فصل الصيف الحار والجاف في مناخه، ينتعش العديد من الشباب المغربي العاطل عن العمل، ويجدون فرصة ملائمة للعمل في مهن موسمية، قد تخرجهم من شبح البطالة، ولو لفترة زمنية قصيرة يتنفس فيها الصعداء، وتنقذهم من ويلات وآهات الجيوب الفارغة.
وتتنوع المهن الصيفية بحسب المناطق، وميزة كل منها، للإستفادة من عائداتها، حيث يمتهن الآلاف الشباب من مختلف الفئات العمرية، يمثلون طلاب ثانويات، أو جامعات، وحتى التلاميذ، مهنا أو ” بريكول” يجدون فيه محطة مهمة تزاوج بين اﻹستمتاع بالعطلة، والكد من أجل على الأقل تأمين مصاريف الدراسة واللباس وغير ذلك من متطلبات الحياة، رغم المدخول البسيط في أغلب الحالات، والمرتبط بنوعية العمل الذي تتم مزاولته في العطلة الصيفية.
ومن بين أكثر المهن التي تعرف حركة كبيرة خلال فصل الصيف، هي تلك المرتبطة بخدمة شواطئ المملكة، حيث يعمد العديد من شباب المدن الساحلية على تقديم خدمات للمصطافين تتمثل في كراء “الشمسيات” و”الكراسي” و”الطاولات” بثمن يتراوح بين 25 درهم و100 درهم .
ويعمل الشباب خلال هذه الفترة من السنة، على تأجير الشمسيات والكراسي لرواد الشواطئ، أمام زحمة المنافسة، ويساعد المدخول الذي يجنيه الشباب كل موسم، في توفير مستلزمات الدراسة للبعض، من كتب وثياب، ويساهم بقدر من الأرباح الى عائلتة فئة أخرى.
ورغم أن هذه المهن الموسمية تُعد متنفسا، من الناحية المادية، للعديد من الشباب العاطلين عن العمل، إلا أنها في المقابل، تخلق مظاهر من الفوضى و انعدام النظام، تؤثر سلبا على جمال شواطئ المدن المغربية و على القطاع السياحي عموما، بالنظر إلى العشوائية وعدم المراقبة التي تُميز الظاهرة.
ولا يقتصر العمل الموسمي المرتبط بالاصطياف على كراء الشمسيات والكراسي، بل تمتد لتشمل مهنا أخرى عديدة، كبيع الحلويات والمشروبات الغازية و المثلجات، بل حتى أكواب القهوة والشاي.
هي مهن تبقى إذن مرتبطة بعطلة الصيف، حيث تختفي بمجرد انتهاء موسم الاصطياف، وتنقسم حولها الآراء بين من يراها قيمة مضافة تساعد المصطافين على الاستمتاع و بين من يرى العكس، إلا أنها في المجمل مصدر رزق مئات من الشباب.
وبما أن هذه الظاهرة باتت تؤرق بال مصطافين وتؤثر على السياحة، الداخلية منها أو الخارجية، فإن سلطات بعض المدن تدخلت لمنعها، كما الشأن في الدار البيضاء الكبرى.
حيث شرعت السلطات بعمالة آنفا، التابعة لولاية جهة الدار البيضاء سطات، في شن حملات على أصحاب المظلات الشمسية الذين يحتلون الملك البحري، حيث أطلقت حملة واسعة النطاق على مستوى شاطئ عين الذياب، من أجل وضع حد لانتشار أصحاب “الباراسولات”.
وشرع أصحاب المظلات الشمسية في استغلال الفضاء البحري بشاطئ عين الذئاب، والإقدام على كراء هذه المعدات للمواطنين، دون حصولهم على ترخيص من طرف السلطات الجماعية، حيث تم حجز مجموعة من المظلات الشمسية التي يمتلكها بعض الشبان، كما عملت على توجيه تعليماتها لعدم استغلال هذا الفضاء دون سند قانوني.