24 ساعة-أسماء خيندوف
بعد النجاح الباهر الذي حققه فيلمه الأخير “أوبنهايمر”، اختار المخرج السينمائي البريطاني الشهير كريستوفر نولان المملكة المغربية كموقع تصوير رئيسي لفيلمه الجديد “الأوديسا”. و يشكل هذا العمل جزءا من رحلة نولان المستمرة نحو استكشاف الأساطير القديمة مع أسلوبه الفريد الذي يمزج بين الفلسفة والسينما.
ويأتي اختيار نولان للمغرب، إلى جانب المملكة المتحدة وإيطاليا، كدليل على قدرة البلاد على توفير بيئات طبيعية غنية وأجواء ساحرة تساهم في تقديم تجربة سينمائية غير مسبوقة. إلى جانب تميزه بتنوع المناظر الطبيعية، مما يجعله موقعا مثاليا لاحتضان ملحمة “الأوديسا” التي تعتبر من أعظم روائع الأدب الإغريقي.
و يتناول فيلم “الأوديسا” المأساة اليونانية الشهيرة التي كتبها الشاعر هوميروس، ويروي فيها رحلة البطل أوديسيوس للعودة إلى وطنه إيثاكا بعد حرب طروادة. لكن مع معالجة نولان السينمائية، يتوقع أن يأخذ الفيلم شكلا مبتكرا وغير تقليدي يعكس الأسلوب الفلسفي والاجتماعي الذي عرف به المخرج، ويستكشف قضايا إنسانية مثل الزمن، الذاكرة، الهوية، والصراع بين الإنسان والطبيعة.
ووفقا لموقع “دو سينيما هوليك” الكندي، فإن نولان سيعتمد على تقنيات تصوير حديثة مثل “IMAX”، وهي واحدة من أبرز التقنيات المستخدمة في أفلامه السابقة، مما يضمن تجربة سينمائية بصرية مدهشة.
و لا تقتصر قوة “الأوديسا” على قصته المثيرة، بل تمتد أيضا إلى طاقم العمل الذي سيشمل مجموعة من أكبر نجوم هوليوود. أبرز هؤلاء النجوم هم مات ديمون، آن هاثاواي، روبرت باتينسون، توم هولاند، زندايا، لوبيتا نيونغو، وتشارليز ثيرون. كل هؤلاء النجوم سيعملون تحت إشراف نولان، الذي يعتبر من أفضل المخرجين في جيله.
و من المتوقع أن يعرض فيلم “الأوديسا” في دور السينما في 17 يوليوز 2026، بالتعاون مع شركة “يونيفرسال بيكتشرز”، التي سبق وأن تعاونت مع نولان في فيلم “أوبنهايمر”. ويعد هذا الفيلم مشروعا ضخما من جميع النواحي، بما في ذلك الإنتاج والموسيقى التصويرية، التي سيتولى تنفيذها الموسيقي الشهير لودفيغ غورانسون، الذي عمل أيضا على أفلام نولان السابقة “تينيت” و”أوبنهايمر”.
و تعتبر “الأوديسا” خطوة جديدة في مسيرة نولان السينمائية، التي تتميز دائما بابتكار أساليب سردية وتقنيات تصوير متقدمة. حيث أن الفيلم ليس مجرد إعادة سرد لقصة قديمة، بل هو فرصة لإعادة تقديم الأسطورة بشكل جديد يعكس رؤيته الفلسفية العميقة. وبالتأكيد، سيشكل هذا العمل إضافة جديدة للسينما العالمية، خصوصًا بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به نولان في صناعة السينما.
ويذكر أن المغرب، من خلال مناظره الطبيعية وتاريخه الثقافي، سيكون أحد أبرز شواهد هذه التجربة السينمائية الفريدة التي تأمل أن تترك بصمتها في تاريخ السينما. كما تترقب الأوساط السينمائية حول العالم كيف سيقدم نولان “الأوديسا” بطريقة تتناسب مع أسلوبه السينمائي المميز.