نشر بشراكة مع DW العربية
وفقًا لمعهد روبرت كوخ الأماني، فإن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” ينتقل بشكل أساسي عن طريق الهواء عبر رذاذ القطيرات: عند الحديث مع شخص مصاب أو السعال أو العطس، تنتشر في الجو قطيرات، يمكن استنشاقها من قبل الشخص المقابل وتصل مباشرة إلى الأغشية المخاطية.
ويتعلق الأمر هنا بجسيمات صغيرة سابحة في الهواء تفرز أساسا أثناء الكلام، وعلى عكس القطيرات الكبيرة، فهي لا تسقط على الأرض بسرعة. وللحماية الفعلية لا تكفي مسافة 1.5 متر، خصوصا في الأماكن المغلقة حيث يرتفع خطر الإصابة بالعدوى. ومن يغني أو يتحدث بصوت عالٍ أو يتنفس بصعوبة، يفرز أيضًا تلك القطيرات في الهواء عكس من يكون صامتا ويتنفس بهدوء. وهذا ما يفسر بؤر وبائية تندلع في المطاعم وفي الكنائس على سبي المثال لا لحصر.
فصيلة جديدة من فيروس كورونا أشد عدوى من الأولى
في أبريل الماضي، أفاد باحثون أمريكيون أن نوعًا مختلفًا من فيروس كورونا المستجد يصيب عددا أكبر من الخلايا مقارنة بالفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان الصينية. وتجرى حاليا مزيد من الدراسات لتعميق البحث بهذا الصدد.
فيما أكدت دراسة أخرى أن نوع الفيروس الأكثر انتشارا حاليا في العالم يصيب الخلايا البشرية بالعدوى بشكل أسهل مقارنة بالفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان. وتشير الدراسة التي نشرت يوم (الخميس الثاني من يوليو 2020) في مجلة “سيل” المتخصصة إلى أنه ليس من الواضح بعد عما إذا كان الفيروس المتحول أكثر خطورة وفتكا من النسخة الصينية. وهناك دراسات تكميلية تجرى حاليا قد تتيح في الأسابيع والأشهر المقبلة معرفة حاسمة لطبيعة ومخاطر الفيروس الجديد. ولا يزال من السابق لأوانه استخلاص نتائج نهائية بهذا الصدد.
من هم المصابون الأكثر نشرا للفيروس؟
عند بداية انتشار الجائحة نهاية العام الماضي، افترض كثير من الخبراء أن كل شخص مصاب بالعدوى يمكن أن ينقل الفيروس في المعدل إلى ثلاثة أشخاص. غير أن نتائج الدراسات التي تم إنجازها لحد الآن وخصت بؤر التفشي الكبرى تشير على ما يبدو، إلى أن الانتشار يتسبب فيه عدد قليل من الأشخاص شديدي العدوى “Superspreader”. وبالتالي فإن القدرة على نشر العدوى تختلف من شخص إلى آخر.
التعافي من كورونا لا يعني الحصانة التلقائية
في بداية جائحة كورونا، كان أمل الكثيرين من الخبراء كبيرا في حصول ما يسمى بمناعة القطيع، وهي مناعة تحصل بعد النجاة من العدوى أو من خلال التطعيم الذي تعمل عشرات المختبرات في العالم على تطويره. غير أن العديد من الدراسات حول فيروس كوفيد-19 أكدت أن الأجسام المضادة في الدم ليست دائما قابلة للكشف بعد الإصابة بفترة وجيزة، خاصةً عند الأشخاص الذين تظهر عندهم أعراض قليلة أو لم تظهر أصلا.
وجاء هذا في دراسة أجراها مستشفى جامعة زيورخ، الدراسة ليست سوى نسخة تمهيدية، وبالتالي لم تتم مراجعتها من قبل الخبراء أو نشرها في مجلة متخصصة. نتائج الدراسة نشرتها صحيفة “مانيجر ماغازين” الألمانية (الثامن من يوليو/ تموز 2020)، نفس النتيجة أكدتها دراسة إسبانية نشرت نتائجها مجلة “لانست” الطبية. موضوع الاستجابة المناعية في كوفيد-19، لا يزال غامضا، كما يتجدد الجدل دوريا حول دقة الاختبارات للأجسام المضادة في الدم. الحسم في هذا الجدل سيكون مهما بالنسبة لأي تطوير مستقبلي للقاحات.
فعالية الكمامات الطبية أكبر مما كان يعتقد
رأى العديد من الخبراء في بداية انتشار الجائحة أنه لا حاجة لارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة، بل وهناك من نصح بعدم استخدامها. منظمة الصحة العالمية، كانت بدورها في البداية ضد ارتداء الأقنعة، غير أنها غيرت توصياتها وبدأت تنصح بارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
دراسات مختلفة أظهرت فعالية وقائيًة عند استخدام الكمامات بشكل صحيح. ما دفع دولا عديدة من بينها ألمانيا إلى فرض ارتداء الكمامات الواقية، إما بشكل شامل في الأماكن العامة أو في المحلات التجارية وأماكن التجمعات البشرية. دراسة بريطانية أظهرت أن الاستخدام المنتظم للكمامة يحمي الفم والأنف ويمكن أن يساهم، إلى جانب تدابير أخرى، في تفادي حدوث موجة ثانية من العدوى.
آثار غريبة بعيدة المدى لدى بعض المصابين بكوفيد
قال البروفيسور تيموثي سبيكتور من معهد Kings College في لندن إن “كوفيد-19 هو أغرب مرض أعرفه”. ووفقا لدراسة شملت 200 ألف مريض أشرف عليها سبيكتور، ظهر أن عشرة في المئة من الحالات التي تم فحصها لا تزال لديها أعراض غير مفهومة وبشكل منتظم بعد شهر من ظهور المرض. ويخشى بعض الخبراء من احتمال بقاء العديد من الأشخاص مرضى بشكل دائم. وتظهر تلك الأعراض وتختفي دون سبب واضح. والواقع أنه لا أحد يعرف اليوم بالضبط ماذا سيحدث للمرضى على المدى البعيد.
ويبحث الخبراء أيضًا التأثيرات التي يمكن أن يسببها كوفيد-19 على الدماغ. فعلى سبيل المثال، عانى بعض المصابين من أعراض عصبية شديدة تسمى بـ”لاعتلال الدماغي” والتي تظهر في المقام الأول على شكل قلق وارتباك. وقد حذر بيتر بيرليت، الأمين العام للجمعية الألمانية لطب الأعصاب من أن هذه الأعراض يمكن أن تستمر لفترة طويلة، بعد الإصابة بالفيروس.
دراسة ـ نقص فيتامين (د) يزيد خطر الموت بكورونا
هناك 13 من الفيتامينات الحيوية التي تتوقف عليها حياتنا، فيتامين (د) واحد منها، فهو يقوي عضلة القلب، ويحمي الجدران الداخلية للأوعية الدموية ويساعد على تنظيم مستويات الدهون في الدم. كما أنه ضروري في بناء العظام. ولكن هل يمكنه منع تطور حالات مرضى كورونا إلى حالات حرجة وحتى قاتلة؟ وفقًا لمعهد روبرت كوخ الألماني (RKI)، أكدت العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة وجود رابط بين فيتامين (د) وأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل قطعي على وجود علاقة سببية بين النقص في هذا الفيتامين وتلك الأمراض.
واعتمد معهد الدكتور ياكوب (Dr. Jacob’s Institut) للأبحاث الطبية التكميلية في هايدسهايم الألمانية على دراستين من إندونيسيا والفلبين، حسب صحيفة “برلينر مورغنبوست” في (السابع من يوليو 2020) لتأكيد وجود العلاقة بين (فيتامين الشمس كما يسمى) ومسار مرضى كورونا. ووفقا للمعهد، تم فحص العلاقة بين سيرورة المرض ومخزن فيتامين (د) لدى 780 شخصا مصابا بالفيروس. وكانت هناك “زيادة كبيرة في خطر الوفاة” عند نقص فيتامين (د). الدراسة أكدت أن المرضى الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين توفوا جميعهم تقريبًا. غير أن الدراسة توصلت أيضا إلى أن نسبة المرضى الذين كانت لديهم مستويات فيتامين (د) المثلى لم تتجاوز 4%.
دراسة ـ هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر
اهتمت دراسة على مستوى أوروبا بتطور مرض كوفيد-19 عند الأطفال والمراهقين. وقام باحثون من شبكة “Ptbnet” الدولية بتحليل بيانات لـ 82 مركزًا صحيًا من 25 دولة أوروبية، ونشرت نتائجها مجلة “لانست” المتخصصة. وفحص الباحثون 582 طفلا ومراهقا تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أيام و18 عاما ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. ولم تتجاوز الوفيات 0.7 في المائة، وكان سببها في الغالب أمراض سابقة كأمراض القلب والسرطان والرئة.
وبشكل عام، هناك ما يشبه التوافق بأن فيروس كورونا يمثل خطرًا أقل على الأطفال بالمقارنة مع الكبار، لكن ليس من الواضح بعد مدى نقل العدوى من الأطفال إلى الكبار، كما أوضح موقع “موركور.دي.إي” الألماني في الثامن من يوليو/ تموز 2020.
علماء الفيروسات الألمان في عين العاصفة
منذ اندلاع جائحة كوفيد-19، وجد علماء الفيروسان الألمان أنفسهم في واجهة الأحداث العلمية والسياسية والإعلامية. وباتوا شخصيات مشهورة تتسابق وسائل الإعلام على تصريحاتها. غير أنهم يتعرضون في الوقت نفسه لموجة من الانتقادات من كل الجهات.
كارل هاينز كوك، طبيب أمراض القلب الألماني الشهير المقيم في هامبورغ، والذي سبق وأن عالج شخصيات معروفة، كالمستشار السابق هيلموت شميت، انتقد بشدة وفق تقرير لمجلة “فوكوس” الأسبوعية علماء الفيروسات. وقال إن علاقتهم شبه منعدمة بالمرضى، وبالتالي فهم لا يملكون الخبرة الكافية بشأن المرض وعدوى الفيروس. وقال كوك “علماء الفيروسات هم أطباء مختبرات فقط (..) لا أريد التقليل من شأنهم، ولكن إذا لم تكن تفحص المرضى أبدًا، فلا يمكنك معرفة المرضى وكيف يمكن معالجتهم”. وأكد أن علماء الفيروسات ليسوا مسؤولين عن الاهتمام الإعلامي بهم لكن “كان عليهم استخدام ذلك الاهتمام للإشارة إلى أنه لا أحد يموت بسبب الفيروس، لكن المرضى يموتون بسبب عواقب الفيروس”.
بسبب الجائحة ـ الجوع يهدد مليار شخص في العالم
حذرت منظمة “المساعدة العالمية ضد الجوع” (فيلت هونغر هيلفه) من أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم قد يرتفع إلى مليار نتيجة لوباء كورونا. وحذرت المنظمة في تقريرها السنوي لعام 2019 في برلين من أن موجات الإصابة فاقمت من التداعيات الموجودة حتى قبل اندلاع الجائحة، كالتغير المناخي والحروب. وأكدت أن هناك حاجة إلى مساعدات طارئة وسريعة، ولكن أيضًا إلى زيادة الاستثمارات في الزراعة وإنجاز مشاريع التنمية القائمة. هناك تحذير من إنشاء هياكل موازية يمكن أن تنهار لاحقًا.
وقالت رئيسة المنظمة مارلين تيمي في برلين (السابع من يوليو/ تموز 2020) إن “الجائحة تضرب الآن بكامل قوتها في بلدان الجنوب. كثير من المصابين بالفيروس يفقدون وظائفهم، فيما يتراجع الاقتصاد بشكل كبير، وأسعار المواد الغذائية ترتفع والأنظمة الصحية تعمل فوق طاقتها”.