دشن المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء، هورست كولر، أولى لقاءاته المبرمجة ضمن زيارته للمنطقة باجتماعه بالمسؤولين المغاربة في خطوة تستهدف إطلاق مسلسل جديد للمفاوضات التي وصلت إلى الباب المسدود في ظل ولاية الأمريكي كريستوفر روس.
وينتظر أن يلتقي كولر، اليوم الإثنين، بوزير الخارجية ناصر بوريطة. لقاء سيعيد فيه الجانب المغربي التأكيد على الثوابت التي تحكم هذا الملف، والرغبة القوية للرباط في الوصول إلى حل سياسي متوافق حوله، من خلال مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بدعم كبير لدى عواصم الدول الكبرى.
ورغم أن مهمة كولر لن تكون سهلة، بالنظر إلى تصلب الموقف الجزائري، باعتبارها فاعلا أساسيا في تمديد عمر هذا النزاع المفتعل، فإن التطورات التي يشهدها المحيط الإقليمي قد تدفع في اتجاه تسريع عملية استئناف المفاوضات، وممارسة مزيد من الضغوط على نظام الجارة الشرقية الذي يتحكم في مواقف قيادة الجمهورية الوهمية.
وعلى صعيد آخر، استبق قيادة الجبهة الانفصالية زيارة كولر للمخيمات، ببيان أعلنت فيه تشبثها بما تسميه “تقرير المصير والاستقلال”، وهي مصطلحات أصبحت متجاوزة لدى الأمم المتحدة في ظل تأكيد مختلف التقارير على ضرورة الذهاب في اتجاه التوصل إلى حل سياسي تفاوضي ومتوافق حوله.
وكان آخر تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي شهر أبريل المنصرم، والذي تم بموجبه التمديد لمهام بعثة “مينورسو” سنة إضافية، إلى ضرورة إعادة إحياء المفاوضات التي دخلت في حالة من الجمود دامت زهاء عقد من الزمن.