ساعة 24- اسامة طايع
كشفت التحقيقات التي باشرتها السلطات الامنية الى الكشف عن قاتل البرلماني ودوافع التي ادت الى هذه الجريمة ،التي حركت الراي العام واثارت انتباه، بعد ورود مشاركة زوجة مرداس في جريمة تصفية زوجها.
زوجة مرداس كانت كثفت دور الضحية من خلال تكرار التصريحات الصحفية، خصوصا بعدما كشفت التحقيقات عن علاقة غرامية بين البرلماني مرداس وفتاة ببن حمد، الا ان البحث في هواتف الضحية وعائلته واستدعاء عدد من الاسماء الواردة في قائمة الهواتف لعائلة مرداس، ساهمت في حل فصول الجريمة والكشف عن خيوطها.
عناصر البيسيج بتنسيق وثيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح الشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء عثرت على رقم هاتفي يستعمله المتهم الرئيسي في القضية ،مسجل ضمن قائمة ارقام ابنة مرداس ، ما دفع عناصر الشرطة إلى الاستفسار عن سر وجود رقم هاتفي في لائحة المكالمات، فأجابت الطفلة أن والدتها من أجرت الاتصال.
هشام مشتري المتهم الرئيسي في تصفية مرداس، عادة مباشرة بعد ارتكابه للجريمة بحوالي نصف ساعة، إلى مسرح الجريمة أي منزل ضحيته في حي كاليفورنيا وهو يرتدي “ملابس النوم” ليقدّم العزاء إلى أهل مرداس أمام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية والصحافة المتواجدين في المكان، حيث كان مرتبكًا وهو يجلس على الأرض ، حيث سأله أحد المعزين “مالك ولماذا أنت مرتبك ووجهك صفر هل أنت مريض؟”، ليرد القاتل أنه يعاني من الإرهاق والمرض في محاولة منه إخفاء ما يخالجه من رعب وهلع شديد عقب ارتكابه لجريمة مروعة في حق صديقه هزّت الرأي العام المغربي، وخلال جنازة مرداس حضر القاتل وأعطى في نفس الوقت تصريحات عبر من خلالها عن استنكاره لوقوع الجريمة حتى يبعد عنه الشكوك.
التحقيقات كشفت عن نسج مشتري، علاقة غرامية مع زوجة مرداس، التي ترددت على منزل أخته التي تمتهن السحر والتنبؤ بالمستقبل والتي كانت توهمها بحل مشاكلها الزوجية، باستعمال السحر والشعوذة، وكانت قد دفعتها على التنازل عن دعوى قضائية بابتدائية بن أحمد، موضوعها “التطليق للشقاق” على اعتبار أنها ستجد لها الحل المناسب،
واضافت التحقيقات ان زوجة مرداس ضلت تتردّد على بيت العرافة من أجل السحر والشعوذة ، وهي من ساعدتها على التمكن من جعل مرداس يحوّل كل ممتلكاته في اسمها.
وحسب معطيات المحققين تمكن المشتري من ربط علاقة غرامية معها ، ساعدته عوامل كثيرة لاستغلال وضعيتها ومشاكلها الأسرية، للاستيلاء على عقارات مرداس وأمواله والتقرّب أكثر من زوجته بدون قيود مسبقة، حيث قاده طموحه الإجرامي إلى البحث عن شركاء لتنفيذ الجريمة، فاختار ابن أخته وشخصًا آخر من “الهراويين” الذي تراجع في الأخير، حينها قرر “مشتري” تنفيذ الجريمة مع ابن أخته باستعمال سيارة من نوع “داسيا” مزوّرة الصفائح وذلك بتنسيق مع الزوجة التي اختارت أن تكون خارج مسرح الجريمة، ويقتصر دورها على استدراج الزوج بمكالمة هاتفية حتى وصول الجانيين إلى زقاق بنغازي حيث توجد الفيلا
واستعان المحققين، بالوسائل التقنية، لاستجماع أدلة كافية ضد المتهم “مشتري” وهي التي قادت إلى إيقافه في الصباح الباكر من يوم الجمعة الماضي، لترتبك زوجة مرداس بعد ذلك لعدم رده على مكالماتها من هاتف آخر، وتواصلت الإيقاعات لتشمل أخت المتهم وشخصا آخر تبين أن مشتري فاوضه في مشاركته في التنفيذ مقابل مبلغ مالي مغري، ناهيك عن الزوجة التي كانت خلال الزيارة الأخيرة لرجال الأمن إلى الفيلا، نقطة تحول كبير في سلوكها فهي لم تعرف حينها مصير عشيقها، وكانت مرتبكة، بل تتحدث بتمرد إلى عناصر الشرطة القضائية المغربية حين سألوها عن هاتفها قبل أن يوجهوها بالأصفاد لتلي مصير العشيق الذي كان ينتظرها في زنزانة الفرقة الوطنية.