كيمية العياشي
يقال هذا المثل للشخص الذي يظنه الناس عارفا بأموره،متقنا لعمله،وقادرا على تحديد أهدافه بكل دقة،لكن سرعان ما تظهر الحقائق،وتسقط الأقنعة،وهذا،للأسف الشديد ما اكتشفناه في وزراء حكومتنا الموقرة،التي سُوِّقَت لنا زورا من طرف الإعلام المأجور أنها”حكومة كفاءات”.
فأين كفاءة السيد بنموسى من كل ما يحدث من عبث داخل قطاع التعليم؟
أجد نفسي مجبرا ،أمام هذا الوضع،على التعبير عن استيائي ،بل وامتعاضي،من الأسلوب الذي اختاره السيد الوزير في مواجهة المشاكل التي يعرفها قطاع التعليم،فبدل الانكباب على حلها من خلال مقاربات قانونية وتشريعية ومؤسساتية وبيداغوجية،فضل أن يستنجد ببعض”المؤثرين الاجتماعيين” لِلَيِّ ذراع المعترضين على سياسة حكومته اللاشعبية واللاديمقراطية،واللاتربوية أيضا،والمخيبة للآمال.
لوسألت شخصا سليم الفطرة،سوي العقل،ماذا تفعل لو توقفت سيارتك عن العمل؟ لقال: أقصد الميكانيكي لإصلاح أعطاب سيارتي،كما أن المريض سيقصد الطبيب،ومن يريد بناء بيت سيلجأ إلى المهندس والبناء…،فكيف بنا إذا أردنا إصلاح أهم قطاع تركنا أهل التربية والتعليم وعلماء الاجتماع…..،ممن خبروا الميدان،ولجأنا إلى ما سماهم معالي الوزير”مؤثرين”،وهم أحوج الناس إلى التوجيه؟!
فماهكذا تؤكل الكتف ياسيادة الوزير!
لن يكون اللص أدرى بشؤون البيت من ساكنيه،فلن تحل معضلة التعليم إلا من خلال فتح نقاش مجتمعي،وإشراك أهل الإختصاص وجنود القطاع في تقديم المقترحات والحلول لمايعرفه التعليم من مشاكل.
أما اللجوء إلى الأبواق الإعلامية لطمس الحقائق وتغليط الرأي العام،فهو بالإضافة إلى كونه أسلوب المنهزمين ضعيفي الحجة،فهو دليل على التخبط والتيه الذي باتت تعيشه وزارة التعليم،وتأكيد على شرعية ومصداقية مطلب السادة الأساتذة في الإدماج في الوظيفة العمومية.
مصيبتنا هنا:
ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺃﻫﻞُ ﺍﻟﻌﻠﻢِ ﺳﺎﺩﺓَ ﻗﻮﻣِﻬﻢْ***ﺑﻞ ﺳﺎﺩَﻧﺎ ﻣَﻦ ﺃﺗﻘﻨﻮﺍ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻼ
ﺃﻧّﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓُ ﺃمَّتي***ﻭﺍﻟﻌﻠﻢُ ﻳﻜﺘﻢُ ﺻﺮﺧﺔً ﻭﻋﻮﻳﻼ؟