طالب رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، في تصريح مثير وغير مسبوق، بفتح تحقيق بشأن أزمة تشكيل الحكومة التي استمرت لأكثر من 5 أشهر، قبل أن يتم إعفاءه بقرار ملكي.
وقال بنكيران في كلمته أمام مؤتمر شبيبة حزبه “نحن نهنئ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي، ولكن يجب محاسبة والتحقيق في أزمة تشكيل الحكومة ولماذا فرضت علينا أحزابًا لا نرغب في الاشتغال معها”، مطالبًا بفتح تحقيق في تعطيل الأوراش الكبرى، متسائلًا عن تعطيل بلد بكامله.
ودعا بنكيران لأول مرة منذ إعفاءه، إلى تعديل الدستور إن اقتضى الأمر، لتوضيح المسؤوليات “حتى نعرف من المسؤول عن بعض القرارات ومن يقوم بتوصيل الرسالة”.
ووجه رئيس الحكومة السابق انتقادات شديدة لحزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، معترفًا بأنه رفض دخول حزب الوردة لتحالفه السابق، لكنه فرض على حزبه رغم عدم رغبته في العمل معه، مهاجمًا حزب”الجرار” باتهامه باللجوء لطرق غير ديمقراطية لكسب مناصب في الانتخابات، مضيفًا أنه استمع لمناضلي حزب الاستقلال لأنه حزب وطني، عقب تقديم وعد لحزب علال الفاسي بالمشاركة في الحكومة الحالية، قبل أن تفرض بعض الأحزاب المتواجدة التحالفات الأغلبية عدم انضام حزب “الميزان” للتحالف الحكومي.
ونوّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بشباب حزبه الذين قدموا من مختلف المدن للمشاركة في الملتقى، قائلًا “أعرف أن بعضكم تحمل مشاق السفر رغم ظروفه الصعبة للحضور، وأنتم تعلمون أنه ملتقى ليس لاسترزاق ولا متعة ولا الوليمة، فقط جئتم من أجل خدمة هذا الشعب والوطن”، مشيدًا بقرار الملك محمد السادس بالعفو عن شباب حزبه المعتقلين بتهم الإشادة بالإرهاب عبر تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي عقب مقتل السفير الروسي في تركيا، مضيفًا “أن للعمل السياسي ضريبته كيف ما كان نوعها”.
وجدد بن كيران تأكيده على أن حزبه له خصومه الظاهرين والمستترون يتحركون يحاولون باستمرار الإساءة لسمعة وصورة الحزب وعرقلة عمله ومشروعه الإصلاحي، حيث عاد لاستعمال خطابه وشعاراته في محاربة الفساد بقوله”ويالتني كنت مخطئًا أن هناك عفاريت وتماسيح بل هناك أشياء أخرى”، قبل أن يستدرك كلامه بافتخار بحزبه وبشبابه “وجودكم كشبيبة دليل على أن حزب العدالة والتنمية لا يجتمع فقط من أجل المؤتمرات، وأن الحزب شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا زالت تعطي رجالًا ونساء حتى نرى المغرب الذي نفتخر به في الخارج به”.
في المقابل، اعترف بن كيران بأن خطاب العاهل المغربي في عيد العرش كان قاسيًا والابتهاج به غير طبيعي، موجهًا رسائل سياسية للأحزاب والمسؤولين الذين ظهرت مواقفهم بعد الخطاب “بأن الوضع السياسي لا يسر ولا يمكن لأحد أن يسمع التوبيخ والكلام القاسي، الذي كان في خطاب الملك ويفرح به إلا إذا كان شخصًا يحتاج إلى زيارة طبيب نفساني مثل سعد الدين العثماني”، موضحًا “لأكون صريحًا نحن نعيش أوضاعًا عصيبة، ولا يمكنني أن أقف أمامكم وأكذب عليكم، هناك أشياء مؤسفة ومؤلمة، وخطاب الملك كان قاسيًا على الأحزاب السياسية، والإدارة”.