يوسف المرزوقي- الرباط
تتجه شركات الغاز الإسبانية، نحو الاستغناء عن جزء كبير من إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري، بعد أن قررت الأخيرة تعليق معاهدة التعاون وحسن الجوار مع إسبانيا، من جانب أحادي، وذلك كرد فعل على دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي كـ ”حل واقعي وجذري” لنزاع الصحراء.
وأقدمت مجموعات إسبانية عملاقة مثل ”Naturgy” و ”Endesa” و ”Cepsa” و ”Repsol”، إلى جانب خمسين شركة أخرى، بتحويل عمليات الشراء على نطاق واسع إلى الولايات المتحدة وتقلب السوق رأسًا على عقب لأول مرة منذ عقود، حسب ما كشف الموقع المتخصص ”expansion”.
وأوضح المصدر أن الصراع الدبلوماسي الدولي الذي تعيشه الجزائر وإسبانيا والمغرب، ساهم في عملية إعادة رسم تاريخية لخريطة الأعمال التجارية لإمدادات الغاز في إسبانيا.
وبلغت العلاقات الإسبانية دروة تدهورها، خلال الأسبوع الماضي، حين إعلان الجزائر تعليق معاهدة ”الصداقة وحسن الجوار والتعاون” التي أبرمتها عام 2002 مع مدريد، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي،لاصدار بلاغ شديد اللهجة، الجمعة الماضي، يحذر فيه الجزائر من تداعيات القيود التجارية التي فرضتها على إسبانيا.
وفي آخر مستجدات التوتر، قالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالفينو، إن الجزائر تنحاز بشكل متزايد إلى روسيا وبأنها لاحظت تقاربا متزايدا بين البلدين خلال اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي منذ أسابيع.
وشددت المسؤولة الإسبانية على أن تعليق معاهدة صداقة ثنائية مع بلادها الأسبوع الماضي لم يكن مفاجئا لأن الجزائر تنحاز بشكل متزايد إلى روسيا.
وأضافت كالبينو أنها لاحظت تقاربا متزايدا بين الجزائر وروسيا في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي قبل أسابيع قليلة.
وقالت في مقابلة إذاعية مع راديو كاتالونيا: “رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن قرار تعليق المعاهدة لم يفاجئني”.