24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تشهد عملية عبور الشاحنات المحملة بالبضائع المصدرة من المغرب إلى أوروبا وبريطانيا عبر ميناء طنجة المتوسط، أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسط، تباطؤًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة. هذا الوضع أثار مخاوف كبيرة لدى المهنيين والشركات العاملة في القطاع، حيث باتت الازدحامات الخانقة تهدد سمعة الميناء كمنصة لوجستية رائدة، وتضع الصادرات المغربية على المحك في ظل منافسة عالمية شرسة.
تهديدات شركات الشحن
أفادت صحيفة “لاراثون” الإسبانية. أن هذا التباطؤ دفع شركات الشحن إلى التهديد بالانسحاب من المغرب. بعد أن واجهت ضغوطًا غير مباشرة نتيجة التأخيرات المستمرة.
وبحسب الصحيفة، بدأت بعض الشركات بالفعل في نقل سلاسل إنتاجها إلى دول مثل تركيا ومصر. هربًا من مشكلة تأخر تسليم الطلبيات التي باتت تؤثر على التزاماتها مع العملاء الأوروبيين. هذا التحول ينذر بتراجع تنافسية المغرب كمركز تصدير رئيسي في المنطقة.
مصدرو الفواكه تحت الضغط
لم تقتصر الأزمة على قطاع النسيج والألبسة. بل امتدت لتشمل مصدري الفواكه والخضروات المغاربة، الذين يعانون من نفس المشكلة. الازدحام في ميناء طنجة المتوسط. يؤخر وصول المنتجات الزراعية إلى الأسواق الأوروبية، مما يعرضها لخطر التلف ويقلل من جودتها.
ونقلت “لاراثون” عن مصدرين مغاربة تأكيدهم أن هذا الوضع يثير القلق. خاصة مع المنافسة المتزايدة من دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا، التي تستفيد من سرعة التسليم لكسب حصص أكبر في السوق.
غياب حلول فورية
أشار المصدرون إلى أن المسؤولين الحكوميين لم يدركوا بعد خطورة الوضع بالشكل الكافي، محذرين من أن استمرار هذا التباطؤ سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة. فالفواكه والخضروات، التي تُعد من أهم الصادرات المغربية، تظل عالقة في الميناء لأيام بسبب الاكتظاظ، مما يهدد ليس فقط الأرباح، بل أيضًا العملة الصعبة التي يدرها هذا القطاع سنويًا على البلاد.
مطالب المهنيين
لا يزال المهنيون المغاربة يترقبون تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة لمعالجة هذه الأزمة. من بين الحلول المقترحة: تسريع مغادرة الشاحنات عبر تحسين التنظيم اللوجستي. وإنشاء مسارات تصدير مخصصة تضمن الالتزام بمواعيد التسليم. خصوصًا للبضائع القابلة للتلف. هذه الخطوات ضرورية لاستعادة ثقة الشركات والمستوردين في الميناء كمركز عبور فعال.