24 ساعة-متابعة
أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن مدينة أكادير وسكان سوس كانوا دوما من أبرز الداعمين للحزب وممن ساهموا في تأسيسه، مشيرا إلى الدور المحوري الذي لعبه الحزب في إعادة إعمار المدينة عقب زلزال 1960، من خلال توفير سكن يراعي خصوصيات السكان المحلية.
وخلال كلمته في المؤتمر الإقليمي للحزب المنعقد يوم أمس الأحد 29 يونيو الجاري بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، أوضح لشكر أن جذور الاتحاد الاشتراكي تعود إلى تأسيس “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”، الذي نشأ بفضل تحالف ثلاثي بين الطبقة العاملة، وبقايا جيش التحرير، والنخب المثقفة المنبثقة عن الحركة الوطنية، مضيفا أن “سكان سوس كانوا ضمن الطليعة المؤسسة لهذا الإطار اليساري”.
وشدد المسؤول الحزبي على أن ساكنة سوس ظلت، عبر العقود، وفية لاختيارات الاتحاد الاشتراكي، مذكرا بأنهم منحوه ثقتهم منذ أول تجربة للانتخابات الجماعية سنة 1976، حين بدأت الأحزاب تساهم في تسيير الشأن المحلي.
وربط لشكر هذا الامتداد التاريخي بثقة السكان في ما وصفه بـ”الوفاء للحق في المدينة”، وهو من الحقوق الأساسية التي التزم بها الحزب في مواجهة الفقر والتهميش الذي أعقب الكارثة الطبيعية، قائلا إن أكادير بعد الزلزال كانت أشبه بـ”قرية تحيط بها أحزمة البؤس”، مضيفا أن “الاتحاديين كانوا من أوائل من تصدوا لهذه الأوضاع، وساهموا في تأسيس أحياء سكنية لائقة داخل المجال الحضري، لا على هامشه”.
وانتقد لشكر بشدة السياسات الحالية في مجال التعمير، مشيرا إلى ما وصفه بـ”عقلية غير مواطنة” تفرض تشييد مساكن على بعد عشرات الكيلومترات من المدن، في شكل “تجزئات تشبه الصناديق”، بعيدة عن أبسط شروط العيش الكريم.
وتابع أن الاتحاد الاشتراكي، عندما باشر محاربة مدن الصفيح بأكادير، اعتمد مقاربة مغايرة ترتكز على توفير سكن يحترم كرامة المواطنين ويستجيب لحاجياتهم، وهو ما جعله يحظى بثقة الناخبين طيلة أربعة عقود من الزمن.
وفي محور آخر من كلمته، تطرق لشكر إلى أسباب تراجع قوة الحزب في السنوات الأخيرة، مرجعا ذلك إلى “الانشقاقات المتتالية التي أضعفت الكتلة الحزبية”، قائلا إن الحزب الذي ولد من رحم الحركة الوطنية، خرج من رحمه بدوره ما بين ستة إلى سبعة أحزاب أخرى، “جميعها كانت تدعي تمثيل بديل للاتحاد الاشتراكي، لكنها اصطدمت سريعا بواقع الممارسة السياسية وصعوبة مواجهة التحديات الكبرى”.
وردا على سؤال بشأن تموقع الحزب داخل جماعة أكادير، أكد لشكر أن الاتحاد الاشتراكي فضل البقاء ضمن الأغلبية، حفاظا على استمرارية الأوراش والمشاريع التي أطلقها الحزب سابقا بالمدينة.