محمد الشمسي
صامت الحكومة مؤخرا عن بلاغاتها وبياناتها التي صدعت بها رؤوسنا في بداية نونبر من السنة الماضية، حين نطت نطة، يبدو أنها كانت “بلا سروال” وتحدثت عن قرب حملة التلقيح، وعن إعداد العدة والعتاد لها، وعن…وعن…ومر نونبر وتبعه دجنبر وانصرمت 2020 ودخل يناير 2021، وهاهو يتجاوز النصف، و”لا حس ولا خبر” للقاح المنشود، فرئيس الحكومة الدكتور النفساني العثماني ومعه وزير الصحة الدكتور خالد آيت الطالب “ضربو الطم”، وتواريا عن الأنظار إلا من مشاهد العثماني وهو يبتسم قبالة حاسوبه مثل طفل أبله، ولا أثر سوى لدخان كثيف يصعد من مدخنة وزارة الصحة يؤكد أن فضيحة الحكومة تطهى على نار هائجة.
الأخبار الواردة من قلب وزارة الصحة تؤكد أن حربا مستعرة تدور رحاها بين الوزير وبين طاقم اللجنة العلمية التي تعارض اللقاح الصيني، وأطباء مغاربة متخصصون وخبراء في مجال الفيروسات يخرجون عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ليطعنوا في مصداقية اللقاح المذكور، فهل بات اللقاح الصيني لا يختلف كثيرا عن باقي “سلعة الشينوا” التي استنفذت صلاحيتها؟، أم أن هناك حرب مختبرات عالمية تسعى الى استمالة أصوات العلماء والأطباء وكل صوت له ثمنه، للسيطرة على الرحبة؟، وهل تجري عملية شيطنة اللقاح الصيني أم تجري عملية إنقاذ العالم من أعراضه التي وصفها البعض بالكارثية؟، ثم ماذا عن استقالة كوادر سينوفارم، وتسجيل انخفاض فعالية سينوفاك؟، أين الحكومة؟ أين رئيسها؟، أين ناطقها الرسمي؟، أين وزير الصحة؟، أين وزير الداخلية؟ أين البرلمان؟..أين …وأين….إنهم يجتمعون فقط لتمديد الطوارئ الصحية.
لعل ترك الباب مفتوحا لرياح التشكيك في جودة بل في أخلاقية اللقاح الصيني، وعدم الخروج الرسمي للرد على الأحجار التي تنهال عليه يجعل الناس ينفرون منه، وسيبقى “مصطوكي” في مستودعات وثلاجات وزارة الصحة إذا هي أغمضت عينها وأصرت على شرائه، لكن أيكون وزير الصحة قد “سبّق الفرح بليلة” ووقع عقودا مع الصينيين قبل ظهور نتائج آخر التجارب؟، أيكون فعلا قد وقّع و أوقع معه شعبا و دولة واقتصادا في شباك الصينيين؟، أيكون “شرا اللقاح” وهو باقي معادلات كيميائية؟…. هل فعلها الصينيون بالحكومة المغربية وجروها نحو كمين و”ضربو ليها الريالات” وباعوها “الما والزغاريت”؟
لقد فاجأت الحكومة المغربية كل العالم بحديثها عن حملة التلقيح لشعبها في مستهل نونبر الماضي، وعن قرب شروعها في تصنيع اللقاح على أرضها وتصديره لكل دول إفريقيا، وعن ثقة الصينيين فيها، وعن …وعن…، وتبين في نهاية المطاف أن كل ذلك لا يعدو رعدا بلا غيث، وأننا سنكون أول من هلل للقاح وآخر من سيتلقح، وأن هناك من تستهويه فكرة”مناعة القطيع” لأنه يرانا فعلا “قطيعا”.