الرباط-أسامة بلفقير
جرت العادة أن تكون أول زيارة خارجية لرئيس حكومة إسباني جديد، هي المغرب، لكن بيدرو سانشيز الذي تمكن بشق الأنفس من العودة إلى منصبه لولاية ثانية، كسر هذه القاعدة وهذا البروتوكول في مناسبتين، الأولى حين كانت قبلته الأولى على المستوى الخارجي باريس بدل الرباط سنة 2018، والثانية رغبته في زيارة اسرائيل وفلسطين المحتلة، قبل المغرب في غضون الأيام القليلة المقبلة.
تقارير اعلامية إسبانية، منها “الكونفيدسيال”، ذهبت إلى القول إن سانشيز حصل على “إذن” من المملكة وفق روايات دبلوماسيين، أو هكذا عنونت مقالا لها في الموضوع.
زيارة سانشيز، بداية ولايته الجديدة، مع نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، تأتي في سياق عديد الزيارات التي قام بها قادة أوروبيين ومن بقية العالم إلى المنطقة، في ظل الحرب الدائرة هناك.
كما تأتي في ظل مواقف قوية صادرة عن مدريد، على عكس باقي الدول الأوروبية، تنتقد بشدة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
في سنة 2018، حين وصل سانشيز إلى رأس السلطة التنفيذية لأول مرة، قام بأول رحلة خارجية له كرئيس إلى باريس وليس إلى الرباط، كما فعل أسلافه بموجب البروتوكول، في حين أن سلفه ماريانو راخوي، قرر زيارة المغرب مرة أخرى في بداية ولايته الثانية.
ولم تمر سوى مدة قليلة من تولي سانشيز حينها السلطة في الجارة الشمالية، حتى تفجرت أزمة كبيرة بين البلدين، بعد أن استقبلت مدريد زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، قصد العلاج في مستشفياتها من فيروس “كورونا”، ولم تنتهي تلك الأزمة إلا بعد تغيير جذري وتاريخي لإسبانيا لموقفها من قضية الصحراء.