الرباط-عماد المجدوبي
بعد سبع سنوات من الإغلاق المغربي أحادي الجانب لمكتب الجمارك التجارية في مليلية، لا يزال الوضع الاقتصادي حرجًا لأصحاب الأعمال والتجار في المدينة الإسبانية، حسبما كشف خافيير ألاركون، رئيس جمعية التجار والمهنيين في المنطقة الوسطى بمليلية، في مقابلة مع برنامج “لا لينتيرنا” على قناة “COPE” الإسبانية.
وندد ألاركون بـ”الحصار الاقتصادي” الذي تواجهه المنطقة، مشيرًا إلى عدم إحراز تقدم حقيقي في إعادة فتح المعبر الحدودي على الرغم من التصريحات الرسمية للحكومة الإسبانية.
أُغلق مكتب جمارك مليلية في غشت 2018 ، مما أوقف حركة التجارة التي تعود إلى سنة 1956.
يرى ألاركون أن هذا الإجراء كان “محاولة متعمدة لخنق المدينة اقتصاديًا”. وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن إعادة فتح جزئي في 15 يناير الماضي، فإن الواقع على الأرض لا يعكس ذلك. فحتى الآن هذا العام، لم تعبر الحدود سوى عشر شاحنات فقط متجهة إلى المغرب، ولا يزال عبور البضائع محدودًا للغاية. وأكد ألاركون: “لا يمكن اعتبار هذا إعادة فتح. لا يوجد أي يقين قانوني، ولا حرية تجارية، ولا يزال أصحاب الأعمال في مليلية يعانون من العواقب”.
ولا تقتصر المشكلة على نقل البضائع فحسب، بل تمتد لتشمل قيودًا “مهينة” يواجهها سكان مليلية عند محاولتهم العبور إلى المغرب.
على عكس نقاط الدخول الإسبانية الأخرى مثل مالقة أو الجزيرة الخضراء، يُخضع سكان مليلية لنظام سفر مقيد للغاية.
ويوضح ألاركون: “لا يُسمح حتى بحمل زجاجة ماء”، مضيفًا أن السلطات المغربية “تفرض عليك شراء كل شيء هناك، وكأنهم يريدون خنق تجارتنا”.
وقد أدت هذه السياسة إلى نفور السياح المغاربة الذين كانوا يتوافدون إلى مليلية للتسوق، مما أضر بقطاع كان يُدر ملايين اليوروهات سنويًا.
أشار ألاركون إلى وجود لافتات منتشرة في المغرب تصف مليلية بـ”المدينة المحتلة”، وهو ما يراه “حملة لتبرير الحصار والضغط على إسبانيا”.
في ظل هذا الوضع، يطالب رواد الأعمال في مليلية بتدخل أقوى من الحكومة الإسبانية. وقال ألاركون: “نطلب من الحكومة أن تستمع إلينا، وأن تتفاوض مع المغرب لفتح حدودنا. نحن إسبان كغيرنا، ولا يمكننا أن نسمح بأن نُهمل”.
كما سُلّمت رسالة من وفد من مليلية إلى الرئيس بيدرو سانشيز خلال زيارته الأخيرة للمدينة، شرحت تفاصيل المشاكل الاقتصادية ودعت إلى حلول عاجلة.
ومع ذلك، يرى ألاركون أن الردود كانت قليلة ومتباعدة حتى الآن، مؤكدًا الحاجة إلى “أكثر من مجرد مبادرات”. ورغم التشاؤم، يعرب ألاركون عن أمله في أن يؤدي الضغط الإعلامي وتعبئة المواطنين إلى التغيير، قائلاً: “إذا أدرك باقي إسبانيا واقعنا، فربما تبدأ الأمور بالتحرك”.