يعرف المشهد السياسي في المغرب توتراً متزايداً داخل مكونات الأغلبية الحكومية، حيث يتسابق التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال لتعزيز نفوذهم في منطقة سوس.
يسعى رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى توطيد حضور حزبه في المنطقة من خلال رئاسته لمجلس جماعة أكادير، بينما يتولى عبد اللطيف وهبي قيادة مجلس جماعة تارودانت، ما يُبرز الأهمية الاستراتيجية لمنطقة سوس بالنسبة للأحزاب الثلاثة.
من جهة أخرى، يسعى حزب الاستقلال لاستعادة دوره التقليدي في المنطقة عبر تعيين عبد الصمد قيوح في الحكومة، بهدف استرجاع مكانته بين النخب الفاسية والسوسية على حد سواء.
يمكن النظر إلى هذا الصراع المتصاعد بين مكونات الأغلبية الحكومية على أنه مؤشر للتحضير المبكر للانتخابات القادمة المقررة في سنة 2026. إذ تدرك الأحزاب الثلاثة الثقل الانتخابي الكبير الذي تمثله منطقة سوس، بالإضافة إلى الحضور البارز للنخب السوسية في مجالات الاقتصاد والسياسة.
كما أن توقيت هذه التوترات له ارتباط وثيق بالتحضير لاستحقاقات كبرى مثل تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، وما يصاحب ذلك من مشاريع استثمارية وتنموية ضخمة.
لهذا، تسعى كل جهة لتأمين موقع استراتيجي يتيح لها الانخراط في هذه الديناميكيات وتحقيق مكاسب سياسية، الأمر الذي يجعل منطقة سوس محوراً للصراع على النفوذ السياسي والانتخابي في المرحلة المقبلة.
وتكتسب منطقة سوس أهمية محورية في الوقت الراهن، خاصة في سياق التنافس على قيادة الحكومة المقبلة. نزار بركة، الذي يُعتبر وجهاً بارزاً من النخبة الفاسية، يسعى بجدية لتحقيق طموحه بقيادة الحكومة، مما يجعل تحركاته في المنطقة تتجاوز الطابع الحزبي الظاهر إلى صراع أعمق يمتد جذوره إلى التاريخ.
تعد منطقة سوس معقلاً تقليدياً لحزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، الذي يشغل أيضاً عضوية المجلس الجماعي للمنطقة. وعلى الجانب الآخر، يرأس عبد اللطيف وهبي المجلس الجماعي لتارودانت، مما يُبرز التداخل السياسي المعقد الذي يشهده المشهد هناك.
تحركات نزار بركة في سوس تمثل تحدياً واضحاً لنفوذ كل من رئيس الحكومة وحزب الأصالة والمعاصرة. ومما لا شك فيه أن حزب الاستقلال يسعى إلى تعزيز حضوره في هذه المنطقة، بهدف توسيع قاعدته الانتخابية داخل معاقل خصومه السياسيين.
منطقة سوس، التي تشهد منافسة شرسة بين الفاعلين السياسيين الرئيسيين، تُعتبر أرضاً استراتيجية لحزب الاستقلال في إطار محاولاته لإعادة رسم موازين القوى.
يعكس هذا التنافس ديناميات صراع تاريخي بين النخبتين الفاسية والسوسية على قيادة المشهد السياسي. ولذلك يعمل حزب الاستقلال على توظيف مختلف أدواته الانتخابية لاقتناص الفرصة وتغيير مسار اللعبة السياسية، مما قد يمهد الطريق أمام النخبة الفاسية لتحقيق حلمها بالقيادة في الانتخابات المقبلة.