الرباط-عماد مجدوبي
رمت الحكومة الكرة في ملعب الأساتذة المضربين، بعد أن استجابت لجزء مهم من مطالبهم، ومنها بالخصوص سحب النظام الأساسي وإقرار زيادة غير مسبوقة في الأجور.
لم يعد من مبرر اليوم أمام نساء ورجال التعليم في هدر الزمن المدرسي، ووضع مستقبل الملايين من التلاميذ أمام مصير مجهول، خصوصا حين قررت الحكومة الزيادة في الأجور، رغم الظروف الإقتصادية غير المطمئنة لجميع المغاربة، تقول نادلة تحدتث لـ “24 ساعة” في إحدى مقاهي مدينة سلا.
وناشدت النادلة مريم من كاد أن يكون رسولا، إلى العودة إلى حجرات التدريس، بعد أن صار المستقبل الدراسي لابنها وبقية أبناء الشعب على المحك، وترى أن ما يقع الآن ضحيته بالدرجة الأولى هم التلاميذ.
متتبعون للشأن التعليمي بالمغرب، يناشدون العقلاء من الأساتذة أن يراعوا مصلحة أبناء المغاربة، وأن يرجعوا إلى مكانهم الطبيعي وهو القسم.
فلا ضير أن يعود رجال ونساء التعليم إلى الأقسام، بما أن الإضراب حق مشروع، و حمل شارة الاحتجاج إلى حين تسوية باقي المطالب العالقة غير الزيادة في الأجور، انقاذا الموسم الدراسي، الذي صار بعض الإستجابة للمطالب، رقبة في أعناق معشر المعلمين والمعلمات.
سيشهد المغاربة لرجال ونساء التعليم، إن هم أقدموا على هذه الخطوة، على أنهم على قدر كبير من المسؤولية في حمل رسالة التعليم النبيلة المنوطة إليهم.
لقد أجمع الكل تلاميذ وأباء وأولياء، أن الوقت لم يعد يسمح بمزيد من الإضرابات، فيما مصير ملايين التلاميذ أصبح على المحك، إذ لا يعقل أن يتم التضحية بمصير ملايين التلاميذ، في ظل قيام الحكومة بمبادرة محمودة، ولا مانع أن تعود الحياة إلى طبيعتها في التعليم اللهم إذا أصبح جسم التعليم مخترقا و منخورا بطيور الظلام وزارعي الفتن الذين يريدون شرا ببلدنا.
أصبح أمل جميع المغاربة، معقود على رجال ونساء التعليم الغيورين على بلدهم، في أن يبادروا بالرجوع إلى الأقسام مع احتفاظهم “بحق” العودة إلى الإضراب إذا زاغت الحكومة وأخلت بالتزاماتها الأخرى.
المسؤولية ملقاة الآن على عاتق التنسيقيات إما أن “تلعن الشيطان” أو تفتح أبواب التعليم العمومي للشيطان و يضيع مستقبل ملايين التلاميذ هكذا بدون رحمة ولا شفقة.
يقول قائل نعم للرقي إلى أقصى درجة بأوضاع شغيلة التعليم ولو على حساب جيوب المغاربة، ولكن لا عذر لها في تمطيط الإحتقان كيفما كانت الأسباب لأن مصلحة ملايين التلاميذ تبقى خطا أحمرا.