24ساعة-متابعة
كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن الجزائر، تشهد حالة من القمع المتزايد ضد الحريات الفردية والتعبير، حيث يتعرض المثقفون والناشطون للاعتقال والملاحقة القضائية بسبب آرائهم.
و أبرزت الصحيفة، في مقال لها تحت عنوان: “الدكتاتورية العسكرية في الجزائر: 60 عامًا من نهب الثروات الوطنية”، أن أحدث ضحايا هذا القمع هو الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صانصال، الذي يواجه عقوبة السجن المؤبد بسبب انتقاداته للنظام ورواياته التاريخية التي تتعارض مع النسخة الرسمية للأحداث.
و أوضحت اوفيغارو، أن قضية بوعلام صانصال تعتبر مؤشراً واضحاً على طبيعة النظام الجزائري، الذي يرفض أي شكل من أشكال المعارضة أو النقد. فمنذ الاستقلال، يسيطر على الجزائر نظام سياسي متجذر، يعتمد على القمع والترهيب للحفاظ على سلطته. وقد تجلى ذلك بوضوح في حملات الاعتقال التي طالت الآلاف من النشطاء والمثقفين على مر السنين.
وأكد المصدر ذاته، أن تاريخ هذا النظام يعود إلى فترة ما بعد الاستقلال، حيث شهدت الجزائر صراعات داخلية حادة بين مختلف الفصائل السياسية. وقد استغل الحزب الحاكم هذا الصراع لتثبيت سلطته والقضاء على أي معارضة. ومنذ ذلك الحين، استمر النظام في ممارسة سياسة التمييز والتهميش ضد المعارضين، وحجب الحريات، وتزوير الانتخابات.
وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن الخطر الذي يشكله بوعلام صانصال على النظام الجزائري يكمن في كونه مثقفاً بارزاً يتمتع بشعبية واسعة، سواء في الجزائر أو في فرنسا.
و أضافت أن أعماله الأدبية تسلط الضوء على جوانب مظلمة من تاريخ الجزائر، وتكشف عن زيف الرواية الرسمية، وهذا ما يجعل النظام يعتبره تهديداً مباشراً لسلطته واستقراره.