24 ساعة – متابعة
وصفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية النظام العسكري بأنه مثل الكائن الأسطوري “الهيدرا” المعروف عنه أنه يعيش في المستنقعات وكلما أصيب ازداد قوة وصلابة.
وصف الصحيفة الفرنسية، لم يأت من فراغ، حيث انطلقت من حدث عودة أجهزة أمن قوية إلى المشهد في الجزائري للتضييق على نشطاء الحراك الشعبي الذي بدا مهددا أكثر من غيره للعسكر بقيادة السعيد الشنقريحة، فقد تقررت عودة رموز الماضي الأسود للنظام العسكري من قبل محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق وخالد نزار، وزير الدفاع السابق ومحنا جبار وغيرهم ليلعبوا دورا قذرا: إقبار كل الاحتجاجات في الجزائر وإحكام السيطرة كاملة على البلاد.
ووفق ذات الصحيفة، فإنه و بعد تنحي عبد العزيز بوتفليقة حاول العسكر بمعية مدنيين تسيير الجزائر لكنهم فشلوا فما كان من هؤلاء غير اختيار أسهل الطرق والاستنجاد بجلادي الماضي للعودة إلى الحكم عبر أجهزة قمعية مثل جهاز “DRS” الاستخباراتي عبر الجنرال توفيق، 83 سنة، الذي ينعت بـ”صانع الرؤساء” في الجزائر.
وقرر النظام العسكري الجزائري، تضيف الصحيفة الفرنسية، عودة الجنرال توفيق ضدا في ارادة الشعب الجزائري رغم أنه سبق واتهم بالتآمر على الدولة، في غمرة الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فبراير 2019، برفقة سعيد، شقيق الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، وجنرال آخر، ولويزة حنون، رئيسة حزب العمال.
ذات المصدر، أضاف أن الجزائريين ينظرون إلى الجنرال توفيق بمنظار السوء، فهو من “الينايريين” الذين انقلبوا على نتائج الانتخابات التشريعية التي قادت إلى فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر شهر يناير سنة 1992، وهو الجنرال الذي التحق به خالد نزار، وزير الدفاع السابق، ومحنا جبار إلى المشهد حاليا في الجزائر، من أجل الاستئناس بـ”تجربتهم” المقيتة خلال العشرية السوداء.
إنها عودة، تضيف ” لوفيغارو” نقلا عن مصادرها بأنهم لا يتحكمون في شيء لكن السعيد الشنقريحة جاء بهم للاستشارة وإبداء الرأي بخصوص الخطوات التي يتخذها النظام العسكري في مواجهة النشطاء الجزائريين الذين حركوا شوارع البلاد فيما بات يعرف بـ”الحراك الشعبي” المقبور بالقوة.