24 ساعة ـ متابعة
وجهت صحيفة “لوموند” مدفعها لمهاجمة الصرامة والصراحة الدبلوماسية المغربية التي أبانت عنها وزارة الخارجية إزاء دولتين أوروبيتين، تشترك معهما في مصالح كثيرة، قائلة: “مدفوعة بـ”صفقة ترامب” حول الصحراء، تُقدم الرباط لنفسها “ترف” مواجهة مدريد وبرلين على أمل تغيير موقف الاتحاد الأوروبي”.
وفي هذا الصدد قالت الصحيفة الفرنسية في مقال لها، نشرته يوم أمس السبت، أنه من “علامات الساعة”، أنّ المغرب الذي يسعى إلى إبراز صورة التأمين الدبلوماسي غير المقيد، يُقدم لنفسه ترف تحدي دولتين أوروبيتين وهما إسبانيا وألمانيا.
وأبرزت القصاصة الإخبارية، أنّ هذا الغضب المزدوج والمفترض، والذي يطرح فرضية أن يكون “مدبرا” وفق تعبيرها، يدل على فخر وطني عززته الاختراقات الأخيرة بشأن مسألة الصّحراء، فضلا عن القلق من أنّ هذه المكاسب تأتي في منعطف حاسم لوحدة الأراضي المغربية.
ولفتت الصحيفة الفرنسية، إلى أنه وبقدر ما تعتبر المواجهة مع مدريد جزءً من علاقة مضطربة بالفعل – بسبب القرب الجغرافي -، فإن الأزمة مع برلين غير مسبوقة، وبالتالي فهي تكشف بشكل كبير عن المواقف الجديدة للرباط.
وزادت الصحيفة في السياق ذاته، أنّ خاتمة ما وصفته بـ”العبوس المزدوج” ضد الدولتين الأوروبيتين، سيؤثر على مصالح العلاقة الثنائية مع هاتين العاصمتين، لاسيما العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
المصدر ذاته نقلا على ما نشرته صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أنّ مدريد وافقت على طلب من الجزائر صاغه وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، للمطالبة باستقبال زعيم جبهة البوليساريو على التراب الإسباني للعلاج بعد تعرضه لفيروس “كورونا”.
وعلى إثر ذلك فمنذ اكتشاف المغرب لعميلة نقل غالي بهوية مزيفة وجواز سفر مزور إلى المستشفى الإسباني، تردف الصحيفة ذاتها، واصلت الرباط زيادة الضغط على مدريد، بسبب تسترها على مجرم متابع بتهم تتعلق بالتعذيب والاختطاف والاغتصاب، حيث وصفت وزارة الخارجية المغربية في الثامن من ماي القرار الإسباني بأنه “عمل خطير ومخالف لروح الشراكة وحسن الجوار”.
وقد كان بلاغ لوزارة الخارجية، سابقا قد أشار إلى أن “موقف بعض المسؤولين الحكوميين، الذي يتضمن حكما مسبقا على رد الفعل المغربي ويحاول التقليل من التداعيات الخطيرة على العلاقات، لا يمكن أن يحجب هذا الوضع المؤسف”.
وترجمت الصحيفة الفرنسية تلميحات وزارة الخارجية المغربية، على هناك إشارات إلى الآثار السلبية على “التعاون الأمني”، و”إحباط الرباط لعدة هجمات إرهابية في إسبانيا”.
وعلى صعيد آخر، يستند الموقف المغربي بخصوص الفجوة بين الرباط وبرلين، إلى العداء الصريح للقضية الوطنية الأولى، ومحاولات ألمانيا نسف الدور الإقليمي للمغرب، من خلال تهميشه في الملف الليبي، وتسليم أحد الإرهابيين المحكومين سابقا، محمد حاجيب، والذي أدين في المغرب بسبع سنواتٍ سجناً، معلوماتٍ تسلمتها الاستخبارات الألمانية من نظيرتها المغربية بشأنه.