أسامة بلفقير – الرباط
أكدت مصادر دبلوماسية أن الدبلوماسية المغربية اشتغلت بقوة قبيل تنفيذ العملية الأمنية بالكركرات، من طرف القوات المسلحة الملكية، مشيرة إلى أن عواصم الدول الكبرى كانت على علم بهذه الخطوة التي نالت الدعم الدولي.
ووفق ما تحصلت عليه جريدة “24 ساعة” الإلكترونية من معطيات، فإن الدعم الدولي الذي ظهر في بيانات دول عديدة، وما شكله ذلك من خيبة أمل الانفصاليين باستصدار بلاغات إدانة، إنما كان متوقعا وهو ما جعل المغرب يقدم على العملية الإمكانية باطمئنان كبير، بالنظر إلى أنها تمت في إطار الشرعية الدولية وبحضور الأمم المتحدة.
وما يزيد اليوم من ورطة الانفصاليين هو أن مختلف البيانات الدولية الصادرة بعد عملية الكركرات، تؤكد على رفض عرقلة حركة الأشخاص والبضائع. مواقف تؤكد أن الدبلوماسية المغربية قامت بعملها، ولم يتم تنفيذ عملية الكركرات إلا بعدما نفذ صبر ليس فقط المملكة، لكن أيضا الدول الكبرى بالنظر إلى أن معبر الكركرات المغربي هو معبر للتجارة الدولية، ومصدر أساس لتزويد دول غرب إفريقية بمختلف المواد الاستهلاكية وغيرها.
وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة لجريدة “24 ساعة” إن الاتصالات شملت عددا من الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء الصحراء، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا، فضلا عن الصين وألمانيا ودول عديدة. ويتضح من خلال هذه الاتصالات، أن مختلف الدول ابدت امتعاضها وقلقها من ممارسات الجبهة التي وضعت مجلس الأمن ومصداقيته أمام امتحان صعب.
وقد كان الخطاب الملكي، بمناسبة المسيرة الخضراء، واضحا وحمل إشارات صريحة بأن المغرب لن يقف مكتوف الأيدي في ظل ما تمارسه البوليساريو من ممارسات إجرامية. وفي هذا الإطار، تواصل المغرب بشكل دائم مع الأمين العام الاممي وجميع الأعضاء الدائمين و حتى غير الدائمين بمجلس الأمن.
وقد تم منح أعضاء مجلس الأمن الدولي الوقت الكافي من أجل التدخل، لكن تبث للمغرب وللأمم المتحدة أن البوليساريو مصرة على خرق الشرعية الدولية، حيث تم رفض تدخلات الأمم المتحدة ودول أخرى، كان آخرها موريتانيا التي تدخلت وقامت باتصالات عدة، إلا أن مساعيها باءت بالفشل، الأمر الذي عجل بتدخل المغرب، باسم القانون والشرعية الدوليين، من أجل أمن وسلامة التجارة وحركة الأشخاص.