يشارك المغرب، اليوم الأربعاء بجنيف، في مائدة مستديرة حول النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وهو مقتنع بشدة بعدالة قضيته الوطنية، وواثق في المسلسل الأممي.
وتأتي مشاركة المغرب في هذه المائدة المستديرة، التي ستنطلق بعد ظهر اليوم بقصر الأمم بجنيف، استجابة لدعوة المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، هورست كوهلر، الموجهة للمغرب والجزائر و”البوليساريو” وموريتانيا.
كما تجسد انخراط المغرب في دينامية إعادة إطلاق المسلسل السياسي، الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريس، بتعاون مع مبعوثه الشخصي، والذي يحدد إطاره قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2440 ، الذي حافظ على جميع مكتسبات المغرب التي كرستها القرارات السابقة وعلى رأسها، سمو مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، والجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة، والدعوة إلى تسجيل ساكنة المخيمات.
وفي هذا الإطار، فإن روح ونص القرار الأممي سيوجه أشغال هذه المائدة المستديرة بالنظر إلى أن المشاركين مدعويين لحضورها “بحسن نية وبدون شروط مسبقة ” و ” والعمل بشكل بناء مع المبعوث الشخصي، بروح من التوافق، خلال جميع مراحل المسلسل، من أجل التوصل إلى نتائج إيجابية”.
وعشية هذا اللقاء، جدد فرحان حق، المتحدث المساعد باسم الامين العام للأمم المتحدة دعم غوتيريس لمبعوثه الشخصي ولجهوده ” من أجل إحياء مسار التفاوض طبقا لقرار مجلس الامن 2440 المؤرخ في 31 أكتوبر 2018″.
وأضاف الناطق أن الأمين العام الأممي حث ” الجميع على الانخراط بحسن نية وبدون شروط مسبقة وبروح بناءة في المباحثات”. ويضم الوفد المغربي الذي يقوده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، منتخبين يمثلون ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، باعتبارهم الأكثر أهلية للحديث عن الدينامية التي تشهدها هذه المناطق، بفضل المشاريع الضخمة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وطموح جلالته من أجل هذه الأقاليم العزيزة على المغرب. من لهم القدرة على تأكيد درجة النضج الديمقراطي الذي حملهم إلى رأس مختلف مجالس تدبير الشؤون المحلية، أكثر من هؤلاء المنتخبين. من يشهد أفضل من هؤلاء على التمزق العائلي الذي يشعرون به وهم يرون إخوانهم وأبناء عمومتهم وأصدقائهم وأقاربهم يعيشون كلاجئين في مخيمات العار تحت مراقبة عسكرية جزائرية.
وبالإضافة إلى عمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، يمثل الأقاليم الجنوبية للمملكة منتخبون يمكن أن يفخروا بتمثيليتهم المشروعة لأبناء الصحراء المغربية، والمؤهلين أكثر للدفاع عنها. ويضم وفد الأقاليم الجنوبية سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون- الساقية الحمراء، و ينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب، وفاطمة العدلي الفاعلة الجمعوية وعضوة المجلس البلدي للسمارة.