الرباط-عماد مجدوبي
أثار حضور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، في جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط يوم 18 أبريل، الكثير من الجدل، وكان ذلك مفاجئا، بالنظر إلى مهامه في الهيئة الأممية.
وتساءل مراقبون عن أسباب حضور دي ميستورا خلال جلسة لمجلس الأمن تهم قضية فلسطين، حيث ظهر إلى جانب أحد مستشاريه المقربين من الدبلوماسيين، خلال مناقشة مشروع القرار الذي قدمته الجزائر والذي “يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة”.
ومما زاد الأمر أكثر دهشة، وفق ”جون أفريك”، أن من المعتاد أن يتابع المسؤولون وكبار المديرين في الأمم المتحدة الاجتماعات من مكاتبهم وليس بين ممثلي الدول المختلفة. وما هي العلاقة بين فلسطين والصحراء المغربية؟ طبيعي، لا شيء، إلا من وجهة نظر الدبلوماسية الجزائرية، التي يواصل ممثلوها عقد مقارنة، في أغلب الأحيان دون حجة حقيقية، بين المسألتين.
يأتي ذلك رغم أن جدول أعمال الدبلوماسي الإيطالي السويدي مزدحم بشكل خاص، خاصة بعد اجتماع مجلس الأمن حول نزاع الصحراء، الذي انعقد خلف أبواب مغلقة، يومي 16 و 17 أبريل الجاري، مما يطرح حضور عدة تساؤلات، لماذا حضر اللقاء الخاص بفلسطين؟
ومن بين الفرضيات المطروحة في أروقة الأمم المتحدة أن المبعوث الأممي، سيكون “في مكان آخر”. وسيستعد لتولي منصب جديد، أو على الأقل للتخلي عن المنصب الذي يشغله اليوم، وفق ”جون افريك”.
هذه الشائعات، حسب الصحيفة، عززها المأزق الذي يجد ملف الصحراء نفسه فيه في الأمم المتحدة: جولة ميستورا الطويلة في الأشهر الأخيرة لم تثمر، والجزائر تواصل رفض مسار المائدة المستديرة الذي دعت إليه الأمم المتحدة، وانعدام الثقة مع الرباط بعد زيارة مبعوث الأمم المتحدة في فبراير إلى بريتوريا، المقربة من الجزائر وجبهة ”البوليساريو”، ولم يُفهم الغرض منه.
ومن المؤكد أن سياق مهمته يتسم بتدهور العلاقات بين جميع أطراف النزاع، ولا سيما انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر منذ غشت 2021. لكن تجربته التي تناهز الأربعين عاما داخل هيئات الأمم المتحدة، ربما يكون في إدارة القضايا المعقدة مثل قضية العراق أو سوريا (من 2014 إلى 2018)، قد دفع إلى الاعتقاد بأنه سيكون “الرجل المناسب لهذا المنصب ”.