صلاح الوديع
نتألم في صمت ونتابع تصاعد عدد الضحايا، ونرى عواصم العالم صامتة أو خجولة أمام المجزرة، ونعدد من مواقفنا: من الاحتجاج إلى الشجب فالإدانة.
منا من يشارك في المسيرات ومنا من يكتب ومنا من ينشر على الصفحات العمومية ومنا من يلعن، ومنا من يدعو إلى اتخاذ مواقف أكثر جذرية ومن يدعو إلى قطع العلاقات ومن يدين التطبيع…
ومنا من يجمع التبرعات – تطوعا – ويبعث المساعدات باستمرار إلى الأمهات والأطفال دون ضجيج، وكلنا أو بعضنا نعرفهم حق المعرفة، ينوبون عنا ماديا ومعنويا ووجدانيا في انتظار حدوث المعجزة.
لكننا في كل ليلة نؤوب إلى مهاجعنا بكل الوجع الممكن، في انتظار أن تقع تلك المعجزة، لا تتريب على أحد منا، لو كان أمر العالم بيدنا لهانت.
لكن أمر العالم ليس بأيدينا، إذ اليوم، لم يعد للقانون الدولي وجود حتى كوثائق مشتركة بين الدول، فأحرى أن يكون أداة إحقاق الحق.
بأيدينا فقط أن نستمر في التعبير والصراخ بمواقفنا، احتراما لكينونتنا المنفطرة، بأيدينا أن نؤكد مجددا أن الصهيونية خطر على الجميع، بمن فيهم جمهرةٌ متناميةٌ من اليهود أنفسهم.
لم تكن قضية فلسطين قضية الفلسطينيين ولا العرب حصرا، نحن نقف اليوم، وفي كل يوم على أن فلسطين كانت منذ البداية قضية البشرية جمعاء. وفي إنصاف الفلسطينيين يكمن شرفها.
وفي إبقاء الظلم الذي يتحملونه منذ ما يزيد عن سبعين سنة، هدر لكل ما راكمته البشرية من قيمٍ ومُثُل.
هو إصرار على أن يعبر كل منا – بطريقته – على وقوفه اللامشروط إلى جانب الشعب الذي لحقه من الظلم ما لا يوصف ولا يعد… هو إصرار ويقينٌ لا يغيب عنا حتى عندما نتمدد على مضاجعنا هذه الليلة كذلك.