سكينة قيش – صحافية متدربية
لتعزيز الجاذبية السياحية والثقافية للمدن العتيقة تبنى المغرب منذ مارس 2020 برنامج لتثمين الأنشطة الاقتصادية وتحسين الإطار المعيشي للمدينة العتيقة فاس (2020 – 2024) ، وهو برنامج يروم الحفاظ على المهن التقليدية واستدامتها، والنهوض بظروف عيش المواطنين.
ويتجه هذا البرنامج، الذي يستمد مرجعيته من مبادرة ملكية سامية، بحيث أشرف الملك محمد السادس بصفة مباشرة على إطلاقه والذي يكلّف استثمارات بقيمة 670 مليون درهم، نحو المحافظة على الطابع المعماري والتاريخي للمدينة العتيقة فاس، والنهوض بإشعاع هذه الحاضرة الألفية، التي جرى تصنيفها من طرف اليونيسكو سنة 1981 تراثاً عالمياً إنسانياً .
ويشمل هذا البرنامج، الذي يهم أكثر من 1197 موقعا، ترميم وإعادة تأهيل الموروث التاريخي للمدينة العتيقة فاس، وإعادة الاعتبار والتحديث الحضري، وتعزيز المؤهلات السياحية والاقتصادية لهذه المدينة، فضلاً عن تطوير المرافق الاجتماعية ومعالجة المباني الآيلة للسقوط.
ولبلوغ هذه الأهداف، جرى توقيع اتفاقية الشراكة والتمويل المتعلقة ببرنامج تثمين الأنشطة الاقتصادية وتحسين الإطار المعيشي بالمدينة العتيقة فاس (2020 – 2024). بين كل من وزير الداخلية، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة المدينة، ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، وزير الثقافة والشباب والرياضة.
وساهم أيضا في هذا الاتفاق في إطار التكامل والتعاون بين مجموع القطاعات ذات الصلة، والي جهة فاس- مكناس عامل (محافظ) عمالة فاس، ورئيس مجلس جهة فاس- مكناس، و المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس.
ويشير البرنامج إلى أن الخطوات التي يرسمها هذا الأخير، ستساهم بشكل كبير في تعزيز الجاذبية السياحية والثقافية للمدن العتيقة، وذلك عبر إعطاء نفس جديد للموروث الحضاري والبشري لهذه الحواضر وبالتالي العمل على المحافظة على مكانتها كفضاء للعيش والعمل، بشكل يمكن من خلق الثروات وتطوير الاقتصاد الاجتماعي.