24ساعة-متابعة
تظاهرة كأس العالم لكرة القدم برسم هذه السنة استثنائية بكل امتياز. فعلى خلاف الدورات السابقة التي كانت تنظم في فصل الصيف حيث الناس في عطلة، تقرر إجراء دورته الـ22 في فصل الخريف؛ كما أن جل مبارياته مبرمجة في بحر النهار، مما يحول دون متابعة العديد من عشاق المستديرة لمباريات هذه التظاهرة العالمية الكبرى، وخاصة مباريات الفريق الوطني.
وضع متفرد دفع مجموعة من المؤسسات التعليمية، وكذا المقاولات، إلى ابتكار “حلول” تمكن العاملين والتلاميذ من مشاهدة لقاءات المنتخب الوطني، دون أن يكون لذلك تأثير على السير العادي للمؤسسات أو سيرورة العملية التربوية والتعليمية.
بعض المدارس أبدت بعض التساهل مع غياب التلاميذ صباح اليوم الأربعاء حيث واجه المغرب كرواتيا في أولى مبارياته على الساعة الحادية عشر صباحا على أساس تعويض حصص اليوم لاحقا، فيما ارتأت مؤسسات أخرى نصب شاشات كبرى داخل فضاءاتها على اعتبار أن الأمر يتعلق بحدث وطني يستلزم تشجيعا يشد همة وعزيمة الأسود.
معهد بنمبارك بالرباط، من المؤسسات التعليمية التي فضلت الخيار الثاني، حيث قامت بتهيئة ساحاتها لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسة من التعليم الأولي مرورا بالابتدائي إلى الإعدادي والثانوي.
غالبية التلاميذ ارتدوا قمصان الفريق الوطني وحملوا الأعلام الوطنية ومنهم من وشم على وجهه اللونين الأحمر والأخضر تعبيرا منهم عن مؤازرتهم للفريق الوطني، ولو عن بعد، حيث هتفوا طيلة المباراة “يحيا المغرب”، “ديما مغرب”.
وقد تفاعل التلاميذ بحماس كبير مع مختلف المحاولات التي قام بها المنتخب الوطني، وكذا بعض اللقطات الفنية لنجوم أسود الأطلس كأشرف حكيمي، وحكيم زياش، فيما كان يعم صمت رهيب كلما اقترب المنتخب الكرواتي من مرمى الحارس ياسين بونو.
وبعد نهاية المباراة، بدت معالم الارتياح واضحة على وجوه التلاميذ الذين استحسنوا هذه النتيجة بالنظر لقوة أداء الفريق الكرواتي، في وقت اعتبر فيه البعض أن الفريق الوطني كان بإمكانه تحقيق نتيجة أفضل.
وفي هذا الصدد، قالت المديرة العامة لمؤسسة بنمبارك، السيدة لبنى بنمبارك، إن هذا الحدث شكل بالنسبة للمؤسسة مناسبة مهمة لتقوية الروح الوطنية لدى التلاميذ، مبرزة أن المؤسسة تنظم مثل هذه التظاهرات كلما أتاحت الفرصة ذلك”.
وأبرزت بنمبارك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “تخصيص مدة زمنية لمشاهدة مباريات المنتخب المغربي جاء كذلك نزولا عند رغبة التلاميذ، الذين التمسوا ذلك منذ بداية الأسبوع”.
وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا من قبل آباء وأولياء التلاميذ، بالنظر إلى أنها تساهم في ترسيخ الإحساس بالانتماء لدى الأجيال الصاعدة وتربيتهم على قيم التحضر، وتجعل من الترفيه والاحتفالية وسيلة من وسائل التلقين والتربية، وبالتالي الارتقاء بأخلاق الناشئة خدمة للمجتمع في الرهان و المستقبل.