24 ساعة – متابعة
يعيش سكان إقليم الحوز ظروفا قاسية، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وتتفاقم معاناتهم مع دخول فصل الشتاء وتساقط الأمطار، حيث يعيش الآلاف في خيام أصبحت رمزا لمعاناة إنسانية تزداد يوما بعد يوم، في ظل غياب حلول سريعة وفعالة من الجهات المسؤولة.
وفي هذا السياق، عبر بناصر رشيد، أحد سكان جماعة أجوكاك في قيادة تلات نيعقوب بإقليم الحوز، عن المعاناة اليومية التي يعيشها هو وأسرته وجيرانه، قائلا: “حياتنا أصبحت جحيما لا يطاق، نعيشها نحن وأطفالنا وآباؤنا.
وأضاف بناصر، في تصريحه لـ “24 ساعة”، نحن نناشد المسؤولين أن يرحموا أوضاعنا وأوضاع أطفالنا، لم نعد نطالب بالكثير، كل ما نريده هو مأوى بسيط نلجأ إليه نحن وأطفالنا، فكيف يمكن للإنسان أن يبقى بلا سقف فوق رأسه بعد أن تحول منزله إلى أنقاض مند أزيد من سنة؟ كل ما نطلبه هو تنفيذ تعليمات جلالة الملك محمد السادس”.
وأشار المتحدث، إلى أن المساعدات المالية التي تلقوها، والتي بلغت 20 ألف درهم من أجل البناء، غير كافية على الإطلاق.
كما أشار إلى أن المساعدة الشهرية التي كانت تصل إلى 2500 درهم لكل أسرة ستتوقف، وهي التي كانت تشكل شريان حياة للعديد من العائلات لتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم.
وقال: “نحن في فصل الشتاء، والمعاناة كبيرة جدا، ولا أحد يتفقد أحوالنا، ونحن في شهر رمضان المبارك، إنها وصمة عار أن يكتفوا بالنظر إلينا ونحن في هذا الحال المزري”.
وطالب رشيد بتمديد هذه المساعدة لمدة أربعة أشهر إضافية على الأقل، حتى تجد الدولة حلولا دائمة لمشكلتهم، قائلا: “نحن لنا الله، ومنطقة الحوز من يزورها سيفاجأ من هول الكارثة التي نعيشها، فالناس تموت من البرد هنا”.
وأضاف رشيد أن الظروف داخل الخيام تزداد سوءا مع تساقط الأمطار، حيث يستيقظ السكان صباحا ليجدوا الفراش مبللا بالماء، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض بسبب انعدام شروط الوقاية الصحية.
وقال: “والدتي كبيرة في السن وحالتها الصحية ضعيفة، وهي مريضة، كيف أعتني بها في هذه الخيمة؟ لا يسعني إلا أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله”.
وتساءل المتحدث قائلا، متى ستتحرك الجهات المعنية لتوفير مأوى لائق لنا نحن المواطنين الذين يعيشون على هامش الحياة، متى ستجد لنا حلولا دائمة تعيد لنا الأمل في العيش بكرامة؟
وتكشف هذه الشهادة عن واقع مرير يعيشه سكان الحوز، الذين يعانون من الإهمال وغياب الحلول العاجلة، فبعد مرور سنة وسبعة أشهر تقريبا على زلزال الحوز، لا تزال العديد من العائلات تعيش في خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية من برد الشتاء أو أمطاره، في وقت يحتاجون فيه إلى دعم مادي ومعنوي لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية.