24 ساعة_ متابعة
شهدت مدينة سبتة المحتلة مساء يوم أمس الاثنين، مشاهد تعبر عن رفض زيارة زعيم حزب “فوكس” اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، إلى المدينة على خلفية محاولته تنظيم احتجاجات معادية للمغرب ومناهضة للحكومة المركزية على الرغم من وجود قرار قضائي بمنعها، وهو ما أدى إلى مواجهات مع مناصرين لـ”فوكس” تطورت إلى صدامات مع الشرطة لكنها نجحت في منع السياسي الشعبوي من إلقاء خطابه.
وعلى خلفية ذلك احتشد المئات من المتظاهرين من السبتاويين ذوي الأصل المغربي ومن الحقوقيين وأنصار الأحزاب اليسارية أمام الفندق الذي كان يقيم فيه زعيم “فوكس”، مرددين عبارات مثل “لن تمر” و”أخرج من سبتة”، قبل أن يمنعوه من تنظيم مهرجانه الخطابي الذي كان يُفترض أن تحتضنه ساحة “إفريقيا” في تمام الساعة الثامنة من مساء أمس، ما أجبره على إلغاء فكرة الخطاب والمسيرة الاحتجاجية مكتفيا بعقد ندوة صحفية داخل الفندق.
ووجه أباسكال هجومه إلى الحزب الاشتراكي العمالي الذي وصفه بـ”المافيا الفاسدة”، كون أن مندوبية حكومة مدريد في سبتة هي التي حركت ملف حظر مظاهرات “فوكس” قضائيا حين استصدرت قرارا من محكمة العدل العليا في إقليم الأندلس بمنعها لكونها تشكل خطرا على السلامة العامة في ظل الظروف الراهنة، وهو الأمر الذي عززته تقارير للشرطة الوطنية والحرس المدني.
واعتبر أباسكال، في تصريحاته الصحفية، أن الحزب العمالي يستخدم سلطاته لتقييد الحقوق الأساسية للإسبان ومنع حزبه من حقه في التجمع والاحتجاج، في الوقت الذي يسمح فيه بـ”مظاهرة غير قانونية”، في إشارة إلى الاحتجاجات التي طالبت بطرده من سبتة، متهما أيضا الحزب الشعبي المحافظ، الذي يترأس الحكومة المحلية في المدينة ذاتية الحكم، بـ”التواطؤ” ضده.
ويسجل أن مدينة سبتة كانت قد شهدت مواجهات غير مسبوقة بين أنصار اليمين المتطرف والرافضين لهذا الأخير، أدت إلى اشتباكات بالأيدي والتراشق بين المتجمهرين وإلى تحطيم زجاج سيارات الشرطة وتخريب ممتلكات عامة وخاصة، وذلك بعدما اعتبر عدد كبير من السكان أن خطاب زعيم “فوكس” لن يساهم إلى في تعميق الأزمة.
وسبق لأباسكال أن مهد لخطابه المنتظر في سبتة بتصريحات أمام وسائل الإعلام وتغريدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وصف فيها دخول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى المدينة بـ”الغزو المغربي” داعيا إلى التصدي له بواسطة الجيش، كما طالب بطرد جميع الموجودين بشكل غير شرعي على تراب المدينة وإعادتهم إلى المغرب.