ينطلق غدا في الرباط المنتدى الإسباني المغربي حول الهجرة والاندماج. وتعود العلاقات المغربية الإسبانية بخصوص مجال الهجرة إلى سنوات طويلة. وتحتضن الجارة الشمالية جالية مغربية هامة تقدر في الوقت الراهن بحوالي 760.000 مهاجر مغربي مقيم في إسبانيا حسب إحصائيات المرصد الدائم للهجرة الإسباني (2016)، فضلا عن كون البلدين يتقاسمان التحديات المرتبطة بتدبير اﻟﻬﺠﺮة في ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، التي تعرف تدفقات هامة للمهاجرين، خاصة المنحدرين ﻣﻦ دول أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺟﻨﻮب اﻟﺼﺤﺮاء، مما يفرض جملة من التحديات الصعبة على المستوى الأمني ومراقبة الحدود.
ويعمل المغرب واسبانيا بتنسيق محكم لتدبير عملية عبور “مرحبا” التي تسهل التنقل بين ضفتي مضيق جبل طارق لأزيد من 5 ملايين من مغاربة العالم في الاتجاهين وذلك بتوفير كافة الوسائل اللوجيستيكية والبشرية والمالية من أجل ضمان الانسيابية في التنقل وتسهيل العملية خدمة لمغاربة العالم الذين يزورون المغرب بانتظام. وقد عرفت عملية عبور 2017 دخول 2.789.981 مواطن مغربي بزيادة بلغت 5,89% مقارنة بسنة 2016.
ويهدف التنسيق المغربي -الإسباني إلى تقوية وتعزيز بعض المبادرات المشتركة المتعلقة بالهجرة، مثل تنفيذ المشروع الاستراتيجي الخاص بـ”العيش المشترك”، الذي يرتكز على مقاربة احترام حقوق الإنسان والنوع واﻟﺒﻌﺪ “اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ” كوسيلة من أجل تسهيل عملية الاندماج والعيش المشترك، وذلك ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻷدوات واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ تحسيس المجتمعات والمتدخلين بأهمية التنوع واحترام المهاجرين وحماية حقوقهم الأساسية في كلا البلدين.