24ساعة-متابعة
كشف تقرير حديث عن احتمال تمديد مشروع أنبوب الغاز “إفريقيا الأطلسية”، الذي يربط نيجيريا بالمغرب، ليشمل النيجر، حيث يرتقب أن تحدث هذه الخطوة الطموحة، تحولات استراتيجية عميقة، قد تؤدي إلى إعادة رسم خارطة النفوذ الطاقي، وتنذر بعزل الجزائر عن أسواق حيوية في غرب إفريقيا.
النيجر تتجه نحو إعادة تقييم خياراتها الاستراتيجية
وفي خضم التباعد المتزايد بين الجزائر ومالي، يبدو أن النيجر تتجه نحو إعادة تقييم خياراتها الاستراتيجية في مجال تصدير الغاز، فبدلًا من الاعتماد على مشروع الأنبوب العابر للصحراء الذي يمر عبر الأراضي الجزائرية، تميل النيجر بشكل متزايد نحو الانضمام إلى محور الغاز الأطلسي الذي تقوده نيجيريا والمغرب.
وهذا التحول يعكس رغبة النيجر في تأمين ممر تصديري أكثر استقرارًا نحو أوروبا وغرب إفريقيا. متجاوزة بذلك العقبات الجيوسياسية التي قد تعترض طريق الأنبوب الجزائري.
🇳🇬 🇲🇦 🇳🇪 🇩🇿 URGENT | Le #gazoduc #AfriqueAtlantique pourrait s’étendre jusqu’au #Niger, isolant ainsi définitivement l’#Algérie du reste de l’Afrique de l’Ouest.
– Face aux tensions entre l’Algérie et le #Mali, le Niger pourrait envisager de s’appuyer sur ce corridor gazier… pic.twitter.com/JtUtP1h9q3
— La Revue Afrique (@larevueafrique) May 14, 2025
الجزائر ستجد نفسها في زاوية المتوسط
جاء في تقرير المجلة، أن هذا السيناريو المحتمل، يرسم صورة جديدة لمستقبل الطاقة في المنطقة، حيث قد تجد الجزائر نفسها في زاوية المتوسط، معزولة طاقيا عن أسواق غرب إفريقيا الحيوية، فمشروع الأنبوب العابر للصحراء، الذي كانت تعول عليه الجزائر كشريان رئيسي لتصدير غازها الإفريقي، قد يفقد جزءا كبيرا من أهميته الاستراتيجية.
وفي المقابل، يكتسب مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري بعدا جديدا، فبعد أن كان موجها في الأساس لخدمة الدول الساحلية، قد يتحول إلى محرك تنموي وطاقي يستفيد منه دول داخلية مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
هذا التوسع المحتمل، وفق المصدر، يعزز مكانة المغرب كفاعل إقليمي محوري في ربط إفريقيا بأوروبا في مجال الطاقة، ويمنحه نفوذا استراتيجيا متزايدا في غرب القارة.
المنطقة تشهد تحولات متسارعة وتعقيدات متزايدة يتفعل معها المغرب بذكاء
يرى محللون أن هذه التطورات تأتي في سياق سعي مغربي حثيث لترسيخ حضوره الاقتصادي والاستراتيجي، في غرب إفريقيا عبر مشاريع بنية تحتية طموحة، فأنابيب الغاز لم تعد مجرد مشاريع طاقية، بل أصبحت أدوات جيوسياسية لإعادة التموقع في منطقة تشهد تحولات متسارعة وتعقيدات متزايدة.
ومن المتوقع أن تفتح هذه التطورات الباب أمام تحالفات جديدة وتزيد من حدة التنافس الجيوسياسي بين القوى الإقليمية، ففي وقت يشهد فيه القارة الإفريقية تحولات متسارعة في موازين القوى، وخيارات الشراكة مع الخارج، خاصة في مجالي الطاقة والأمن.
وسيساهم مشروع أنبوب الغاز “إفريقيا الأطلسية” بتوسعاته المحتملة، بشكل كبير في إعادة رسم هذه الخريطة المعقدة.