سلطت المجلة الاقتصادية البرتغالية “إسانشل بيزنيس” في عددها لشهر نونبر-دجنبر الضوء على الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس في مجال تطوير الطاقات المتجددة.
ففي مقال بعنوان ” المغرب يفتح المجال للطاقات الشمسية والريحية” كتبت المجلة البرتغالية أن المغرب يعتزم الاضطلاع بدور مهم في إنتاج الطاقات المتجددة في إفريقيا وأوروبا .
وأكد سفير المغرب في البرتغال عثمان باحنيني، في حوار خص به المجلة أن “المغرب هو بلد في تطور ونمو اقتصادي ، ونحتاج إلى الكثير من الطاقة، لذلك، ومن خلال رؤية جلالة الملك محمد السادس، قرر المغرب بأن يصبح أكثر استقلالية على المستوى الطاقي، عبر ” الرفع من إنتاجه في هذا المجال واستعماله لمصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030 “.
وأبرزت المجلة في مقال خصص للاقتصاد المغربي، أن المملكة تزخر وبوفرة بعنصرين طبيعيين، الرياح والشمس، مذكرة ان إنتاج الطاقات المتجددة في هذا البلد بلغ 34 في المائة خلال 2017 .
وأشار باحنيني أن الهدف المنشود في مجال الطاقات المتجددة يتمثل في رفع بحلول 2020 إنتاج الكهرباء إلى 42 في المائة و 52 في المائة في أفق 2030 ، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.
وفي نفس السياق، ذكر بإطلاق المغرب للعديد من المشاريع الكبرى في مجال الطاقات المتجددة ، من قبيل محطة الطاقة الشمسية في ورزازات، الأكبر من نوعها في إفريقيا ومن بين المحطات السبع الكبرى على المستوى العالمي ، والتي ستنتج حوالي 600 ميغاوات.
ويتوفر المغرب أيضا، يضيف الدبلوماسي، على محطتين كبيرتين للطاقة الشمسية وهما نور العيون I ونور بوجدور I ويعمل على مشروع جديد ضخم في ميدلت الذي سينطلق العمل به في 2019.
من جهة أخرى، أشار إلى أنه في مجال الطاقة، تعتزم البرتغال والمغرب بناء خط للربط الكهربائي قادر على نقل 1000 ميغاوات بين البلدين، مسجلا أن دراسة الجدوى والتي سيتم استكمالها في متم السنة الجارية هي جزء من مخطط مشترك واسع النطاق يروم خلق قطب طاقي إقليمي بالمغرب.
وحسب الوثيقة، التي أوردت أرقاما عن الوكالة البرتغالية للاستثمار والتجارة الخارجية فإنه على الصعيد التجاري يشكل المغرب سوقا تجاريا مهما بالنسبة للبرتغال من حيث السلع والخدمات، إذ ارتفعت الصادرات البرتغالية الموجهة للمغرب إلى 730 مليون أورو في 2017 مقابل 538 مليون أورو في 2016، مسجلة بذلك نموا سنويا للصادرات نحو المغرب بنسبة 14,9 في المائة، أي واحد في المائة من مجموع صادرات البرتغال.
و حسب السفير فإن المغرب وجهة مميزة للاستثمار ، بالنظر لاتفاقات التبادل الحر المبرمة مع العديد من البلدان وكذا الفرص الاقتصادية الهائلة التي يتيحها، مشيرا على الخصوص إلى الكلفة التنافسية والتحفيزات الضريبية، ومناخ مكرو اقتصادي قوي ومستقر، وبنيات تحتية ذات جودة ويد عاملة مؤهلة. وبخصوص السياحة، سجلت المجلة أن حوالي 80 الف سائح برتغالي زاروا المغرب في السنة الماضية، خاصة مدينتي الدار البيضاء ومراكش والرباط. وأبرز السفير أن عدد السياح البرتغاليين ارتفع بنسبة 10 في المائة في متوسط كل سنة.
وأكد أن المغرب غني بموروثه الثقافي ومناظره الجميلة، وطبيعته والصحراء المغربية، والشواطئ، والثلوج وهي مقومات تحظي بإعجاب كبير من قبل السياح، إلى جانب الأمن والاستقرار. وأبرزت المجلة أن المملكة الغنية بـ12 قرنا من التاريخ كانت دائما بلدا حرا ومنفتحا على جميع الأديان والتعايش السلمي تحت حماية الملك محمد السادس أمير المؤمنين.
ونقلت مجلة ” إيسانشل بيزنس ” عن باحنيني قوله “نقبل الاختلاف وكنا على الدوام ملتقى الديانات و الثقافات والشعوب”.