24 ساعة-أسماء خيندوف
أدرجت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” في نسختها الإسبانية الصحراء المغربية ضمن تراب المملكة، في خريطة مرافقة لتقرير بيئي عن التنوع الطبيعي في المغرب، ما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الإسبانية.
واعتبرت هذه الخطوة التي قامت بها المجلة، المعروفة بدقتها الجغرافية والعلمية، من طرف عدد من المتابعين تطورا نوعيا في طريقة تعاطي الإعلام الدولي مع ملف الصحراء، واعترافا ضمنيا بالوقائع التي تفرضها المملكة ميدانيا منذ سنوات.
في المقابل، واجهت المجلة انتقادات من طرف بعض الشخصيات المناهضة للموقف المغربي، أبرزها الأكاديمي الإسباني خوان سوروإيتا، الذي هاجم القرار معتبرا أن الإشارة إلى الصحراء المغربية تخالف القواعد القانونية الدولية، على حد وصفه. وظلت هذه المواقف معزولة ولم تجد صدى واسعا داخل الأوساط الأكاديمية أو الإعلامية.
وأوضحت النسخة الإسبانية للمجلة أن المنطقة تدار فعليا من طرف المغرب منذ سنة 1979، حيث أشارت إلى أن الوضع القانوني لا يزال محل نقاش دولي، لكنها في الوقت ذاته اختارت اعتماد تسمية تعكس واقعا ميدانيا وديناميات سياسية تشهدها المنطقة.
كما تتزامن هذه الخطوة مع تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، سواء من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي أو افتتاح عدد كبير من القنصليات في مدينتي العيون والداخلة، وهو ما يجعل من نشر الخريطة إشارة رمزية إلى تحول في الرؤية الغربية للمسألة.
وتجاهلت العديد من الأصوات المنتقدة لإدراج الصحراء ضمن خريطة المغرب التحولات التي شهدها الملف، حيث واصلت التمسك بمواقف تعود لحقبة الحرب الباردة، رغم ما تحقق ميدانيا من تطورات سياسية وتنموية تقودها المملكة في الأقاليم الجنوبية.
ويؤكد مراقبون أن إشارة “ناشيونال جيوغرافيك” إلى الصحراء كجزء من المغرب ليست مجرد اختيار تحريري، بل تعكس توجها جديدا في الإعلام الغربي قائم على الاعتراف بالوقائع الميدانية، بعيدا عن الخطابات التقليدية التي لم تعد تواكب تطورات الملف.