قال محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال إن العديد من مظاهر الثقافة والارث اليهوديين شهدت عناية خاصة سواء ما تعلق بالمقابر أو الملاحات أو أماكن العبادات أو التراث الثقافي المادي واللامادي تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
وأشار الوزير في افتتاح لقاء “اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسمة”، الذي تحتضنه مدينة مراكش في الفترة الممتدة ما بين 13 و18 نونبر الجاري، إن معرض صور اليهود المغاربة من الأطلس والصحراء ينضاف إلى التظاهرات الثقافية الكبرى والأنشطة التي تنظمها مختلف المرافق والهيئات التابعة لوزارة الثقافة ضمن الجهود الرامية إلى ربط الماضي بالحاضر واستحضار عمق المغرب الحضاري المشرق الذي تميز على الدوام بالتعايش والتسامح والتساكن والعبقرية في تدبير الاختلاف والتعدد.
وأضاف الوزير أن هذا التميز الحضاري والواقعي للمملكة المغربية شهد ترسيما دستوريا سنة 2011 بتكريم جميع المغاربة في محدداتهم الخاصة بالهوية والثقافة، حيث حجز الرافد العبري مكانته اللائقة في القانون الأسمى للبلاد إلى جانب باقي المكونات الأخرى، وهو تكريس لواقع دأبت فيه المؤسسات العمومية والهيئات وجمعيات المجتمع المدني على إقامة أنشطة تستحضر العمق العبري في الثقافة الوطنية وإضافاتها المتميزة إلى العبقرية المغربية، مؤكدا إن إعطاء البعد العبري في ثقافتنا الوطنية مكانته الحضارية اللائقة به يتطلب كذلك تكثيف مثل هذه اللقاءات والأنشطة التي تعد تعبيرا عن ضمان تواصل حلقات التاريخ المغربي الوطني لتدعيم لبنات الوحدة والتساكن والتنمية.
من جهته عبر سيرج بيرديغو الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب والعالم عن جزيل شكره للوزير محمد الأعرج على العناية التي يوليها للتراث اليهودي المغربي، مشيرا في تصريحه لوسائل الاعلام أن الثقافة المغربية غنية بقيم التعايش السلمي.
في السياق ذاته، أشار عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن المغرب بوصفه أرضا للحضارة والتعايش وحوار الثقافات والأديان يشغل مكانة خاصة في قلوب كل الذين ينتسبون إليه بما في ذلك اليهود المغاربة.
ويعرف هذا الملتقى الذي ينظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال وبشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب ومساهمة مؤسسة التراث اليهودي المغربي، المتحف اليهودي المغربي، جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي والرابطة اليهودية العالمية (يعرف) مشاركة 250 شخصية من اليهود المغاربة قادمين من مختلف بقاع العالم من بينهم أساتذة جامعيون وشخصيات مرموقة تنتمي لعالم المال والأعمال وباحثون وفنانون للتداول حول تحديات الهوية المغربية في القرن الواحد والعشرين لاسيما بالنسبة لليهود الذين يعيشون بعيدين عن بلدهم الأم، وتعميق النقاش حول سبل الحفاظ على خصوصية الثقافة اليهودية المغربية في بلد الاستقبال ومقاربة أسس الحفاظ على الاستثناء المغربي والارتقاء به إلى مستويات عليا.