محمد الشمسي
لعل المُستشفَّ من الشظايا الإعلامية هنا وهناك أن ما ثبت لهيئة المحكمة الفرنسية في قضية سعد لمجرد هو هروب “الضحية” من غرفتها، وهي تبكي وتستغيث، وهذا توثقه كاميرا الفندق والشهود، لكن ظل سبب الهروب والبكاء مجهولين من وجهة نظر القانون، في غياب إقرار صريح من المتهم ، وبانعدام وسيلة إثبات جلية من “الضحية”، فلا أحد كان مع الطرفين في الشقة، ولا يمكن القول بالاغتصاب أو محاولته إلا ببرهان ساطع، فالثابت قبل الفرار من الغرفة والاستنجاد، أن “الضحية” رافقت المتهم بمحض إرادتها إلى غرفته، فهو لم يستدرجها أو يخدعها، وفي مفكرة القانون تؤخذ هذه الخطوة مأخذا مهما، فما الذي جعل “الضحية” تفر من غرفة المتهم وهي التي دخلتها عن طيب خاطر؟ و هل هروبها يفسر على أنه محاولة من المتهم لاغتصابها؟ وثمة سؤال يحتاج لجواب هو، لماذا رافقته إلى غرفته بالفندق؟ هل للتعرف عليه أكثر؟ أم لممارسة الجنس بعيدا عن الأعين بمقابل أو بدونه؟، ثم يليه سؤال آخر، ماهو دليل “الضحية” على أن فرارها من الغرفة كان بسبب هجوم المتهم عليها من أجل اغتصابها؟ فالخدوش على الوجه لا تعني أن العنف كان بغاية الاغتصاب، لاسيما وأن التقرير الطبي أثبت خلو “الضحية” من كل اعتداء جنسي، وعدم وجود أثر للسائل المنوي، حتى يمكن القول أن العنف المفترض كان لغاية جنسية.
ومن جهة أخرى يمكن أن يكون سعد قد هم ب”الضحية” يريد اغتصابها، لكن لا برهان يدعم ذلك ويستميل قناعة المحكمة، وننتظر قرارا حاسما من محكمة الدرجة الثانية يقول: “فرار الطرف المدني من الغرفة التي كانت تتواجد فيها مع المتهم ليس دليلا على قيام جناية الاغتصاب أو محاولته”.
عموما في غياب الحجة يبقى الحادث مجرد شنآن متوقع يحدث عشرات المرات في دولة لا ترى مانعا أن تختلي فتاة في سن 20 مع شخص ليس زوجها بغرفة في فندق مصنف، وأمام عدسات الكاميرات وأعين الشرطة ومسيري الفندق.
أقول هذا وهناك تقارير إعلامية تتحدث عن عصابات متخصصة في استدراج النجوم والمشاهير وتخصيص فتيات لهذه المرامي، وليس المراد من ذلك هو ابتزاز أولئك المشاهير أو تحصيل الأموال منهم، بل هو وأد مستقبلهم الفني أو الرياضي، وطبعا يكون الأداء من جهة التي سخرت العصابة…
أقول هذا ما لم يكن ثمة معطى من معطيات الملف لم تخرجه الصحافة للعلن…